نهاية السنة الرابعة وبداية الخامسة

نهاية السنة الرابعة وبداية الخامسة
يبدأ جسد الطفل في اتخاذ شكل متناسق وتزداد قدرته على التحمل، وتزداد طاقته ناحية التعلم وممارسة كل أنواع الأنشطة، ويصاب بالإحباط كثيرًا لأنه يريد تحقيق طموحات كبيرة تفوق قدراته، ويكثر اعتزازه بنفسه وقدراته ومهاراته، ويبدأ في تكوين علاقات مع الآخرين ويوسع معارفه ويفضل مجموعة معينة من الأصدقاء، ويحتاج إلى التشجيع لتطوير مهاراته الاجتماعية خصوصًا الاستماع وتقدير المشاعر لينجح في صداقاته.
ويبدأ تعلم مبادئ الأخلاق من الصواب والخطأ، وذلك من خلال الثناء على الجيد والمعاقبة على الخطأ والاستياء منه، ويجب الاتفاق بين الوالدين وعدم إظهار الاختلاف أمامه، فهذا يصيبه بالاضطراب الشديد، ومن المهم أخذه إلى دور العبادة ليكتسب بعده الروحي ويشكل قاعدته الإيمانية السليمة، ويمنح فرصة للاستمتاع بالطبيعة من حوله، ويجب أن يكون الوالدان واضحين معه في ما يغضبهما وما يسرهما من سلوكياته وأفعاله.
تبدأ المدرسة في هذه السن، لكنه يحتاج إلى تهيئة مسبقة قبل ذلك يركز فيها على الجوانب الإيجابية وتكوين صداقات وعلاقات جديدة، ويفضل تغيير الروتين اليومي مسبقًا ليناسب المدرسة، ويحتاج إلى التشجيع الدائم على هذا الحدث ويتعاطف مع شعوره بالخوف والانزعاج ويشجع على التعبير عن مشاعره وحالته النفسية، وبما أنه سيتعامل مع أطفال مختلفين يجب تعليمه الاختلاف بين البشر والتعامل معهم بشكل صحيح، ويجب تشجيعه على ممارسة الأنشطة المختلفة وتجنب الجلوس أمام التلفاز لمدة طويلة.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.





