نهاية الرحلة
نهاية الرحلة
قضى الدكتور عبد الرحمن ربع قرن في أفريقيا لا يذهب إلى الكويت إلا للزيارة أو العلاج، وخلال حياته بين مدغشقر وأفريقيا وكينيا كان متنقلًا بين الأدغال وأهوال الغابات، كما تعرض في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلَّحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكنه نجا بفضل الله.
استمر السميط يعمل في الدعوة بعد أن طعن في السن وثقلت حركته وأقدامه، ورغم ما أصاب جسده من الأمراض، فقد كان يعاني مرض السكَّري ويستخدم إبر الأنسولين خمس مرات في اليوم، وكان يعاني ارتفاع ضغط الدم، وضعف عضلة القلب، ونقصًا في وظائف الكُلى، وضعفًا شديدًا في البصر، واحتكاكًٍا في الركبتين، وآلامًا في القدمين والظهر، وقد أصيب بعدة جلطاتٍ في الرأس والقلب، وكان يتناول يوميًّا أكثر من عشرة أنواعٍ من الأدوية، ومع هذا فهو يسابق للعمل، ويشتهي مواصلة البذل، قضى عمره بأكمله بحثًا عن سعادة الآخرين، ونال لقب فارس وأسطورة العمل الخيري والإغاثي، لقد كان عظيمًا، وجنازته مهيبة، وانتشر بين الناس ذكره الحسن، والذكر الحسن والثناء الطيب علامة صدقٍ في مثل هذا الموقف.
آثر أن تكون كلمته الأخيرة موجهة إلى الشباب ليحددوا أهدافهم في الحياة ويسعوا إلى خدمة الأمة والإنسانية بأسرها، وأن يغيروا من الواقع المرير الذي تعيشه المجتمعات المهمَّشة، وأن يجعلوا حياتهم سعيًا إلى تحويل أهدافهم إلى واقع معيش.
الفكرة من كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
للتاريخ شخصيات وأسماء تخلد عبر صفحاته، وتكتب بأحرف من ذهب تتناولها الأجيال جيل بعد جيل وهنا يسطر التاريخ سيرة رجل اشتهر بعمله الإنساني المتفرد جاعلًا من تعاليم الدين الحنيف وسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) نبراسه ودليله في الحياة، ليترك ذكراه العطرة حيًّا وميتًا في تاريخ الإسلام إنه الطبيب المسلم عبد الرحمن السميط الذي ترك حياة الرفاهية والدعة بموطنه الكويت ليجود بوقته وماله في سبيل الله، وفتح عبد الرحمن السميط قلبه للمسلمين بأفريقيا، ليجدد لهم دينهم وكأن الله بعثه مجددًا لهؤلاء في هذا القرن..
في سطور هذا الكتاب يستعرض الكاتب بإيجاز ملامح من سيرة الدكتور عبد الرحمن السميط ليثبت للجميع أن جهد الواحد بإخلاصه وهمَّته يضاهي جهد المئات، وأن جهد المخلص يصنع المعجزات.
مؤلف كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
فهد بن عبد العزيز السنيدي: كاتب وإعلامي سعودي، ولد عام 1970م بمحافظة شقراء، التحق بـإذاعة القرآن الكريم بالرياض، وأصبح واحدًا من أهم المذيعين بها، حصل على المركز الأول من بين مذيعي الوطن العربي في مجال خدمة العمل الإسلامي.
له العديد من البرامج الإذاعية مثل: “ساعة حوار”، و”ذكرياتهم في الحج” و”صفحات من حياتي” و”القارة المنسية”، من إنتاجاته الأدبية: “نفحات رمضانية” و”الإذاعات الدينية” و”صناعة المذيع الناجح”.