نهاية الحب!
نهاية الحب!
هل يموت الحب أو ينتهي؟! نعم، بيد أن الحب الذي ينتهي لم يكن حبًّا حقيقيًّا من الأساس.
وأكبر أعداء الحب الأنانية والنرجسية، فالإنسان الأناني أو النرجسي يظن أنه مستغنٍ عن صاحبه متعالٍ عليه آمن بذاته دونه، ومن هنا يكون ارتباطه نفعيًّا، فهو يجيد لغة الحسابات فقط، فإذا تحقَّقت منفعته استمر وإذا انقطعت تخلى أو خان، والخيانة لا تجتمع مع الحب بحالٍ من الأحوال، إذ ليس حبًّا ما يضيع فيه الإخلاص والوفاء، وإذا كان الشائع أن الطرف الآخر في العلاقة هو ضحية فإنه في بعض الحالات لا تكون هناك ضحية حين يكون الزوجان على هذه الشاكلة، ويكون الزواج حينها أقرب إلى صفقة، ولا يكون الزواج زواجًا لذاته، بل لمال أو جمال أو مكانة اجتماعية وبزوال تلك المنفعة ينهدم الزواج.
والارتباط بطرف عدواني جامد المشاعر متسلِّط محب للسيطرة والتحكم يقتل الحب أيضًا، وهي أمور قد لا يمكن اكتشافها قبل الزواج، إذ يحسن البعض التجمُّل في فترة التعارف بالذات إن كانت قصيرة، وهنا تظهر أهمية الخطبة المطولة نسبيًّا في اكتشاف جوانب الخاطب بعمق ووضوح أكثر، ﻷننا حين نحب فإننا نحب صورتنا في أعين من نحب ونحرص على أن نظل في أعينهم كما نحب ويحبون، فإذا كرهت ذاتك وصورتك لنفسك بسبب نظرة شريكك إليك، فإنها حياة مدمرة ولن يسلم الأبناء في المستقبل من سمومها.
ومما يقتل الحب أيضًا الشك، إذ يحمل في طياته رسالة إلى الطرف الآخر مفادها أنه غير أهل للثقة، بينما يكون الشخص كثير الشك فاقدًا للثقة على الأغلب، بل ويخفي وراء أفعاله شعورًا بالنقص والعجز، وأيضًا عدم المرونة من منغِّصات الحب، فالشخص الجامد غير المرن يحوِّل البيت من صورة السكن والهدوء إلى صورة عسكرية مشدودة طوال الوقت ولا يرضى إلا انضباطًا تامًّا يتنافى مع طبيعة الإنسان وبشريته التي تحتاج قليلًا من الفسحة للراحة والدعة والأخطاء أيضًا، وهذه العلاقات تكون مرهقة وباردة العواطف.
الفكرة من كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
الحب فطرة وغريزة إنسانية والزواج من الاحتياجات النفسية الأولية للإنسان، فلا يتعلم كيف يحب، ولكنه يجد نفسه واقعًا في الحب وراغبًا في الزواج، فوجود رجل وامرأة يعيشان معًا هو النسق الطبيعي الذي تستقيم به الحياة، فيأنس كلاهما للآخر، وتتشابك حياتهما وتؤصل العشرة لحياتهما معًا، وتتطوَّر صورة الحب بين الأزواج عن الصورة النمطية للحب حتى تتعالى عليها، فلا يحتاجان إلى التصريح بما هو بدهي بينهما، وترى الحب حينها أكثر تجليًا في اللحظات التي تهدِّد حياتهما معًا على صورة خوف وحرص ورعاية.
بين صفحات هذا الكتاب يقوم المؤلف بمحاولة للوقوف على ما يجعل الزيجات صحية، ويوضح الفرق بين الحب والزواج، ويسرد صفات شريك الحياة الجيد، والحل عند الانفصال والرغبة في بداية جديدة.
مؤلف كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
عادل صادق: طبيب نفسي وكاتب، شغل العديد من المناصب منها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ولد في 9 أكتوبر 1943 وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وألف أكثر من 30 كتابًا بالعربية والإنجليزية منها:
مباريات سيكولوجية.
كيف تصبح عظيمًا.
متاعب الزواج.
أسرار البيوت في العيادة النفسية.