نماذِج نِفطيّة
نماذِج نِفطيّة
لقد اختلف أثر النفط في أغلب البُلدان العربيّة والغربيّة، وإن كان الهدف واحدًا، وذلك لتداخل عديد من العوامِل المؤثرة في السياسات الماليّة لديها، ففي إيران بعد الثورة الإيرانيّة التي أسفرت عن انقلابٍ على الشاه بعد مُغادرتهِ للبلاد، عاد الخُميني من منفاه متوليًا منصبه، وقد ساءت العلاقات مع الولايات المُتحدة الأمريكيّة بعد الثورة الإيرانيّة، مما أدى إلى التوقف عن العمل بالبرنامج النووي الإيراني لغياب المُساعدات الغربيّة، وقد كان هذا البرنامج تعاونًا أمريكيًّا إيرانيًّا تحت اسم “تسخير الذرّة من أجل السلام”، وحين أقدمت إيران على إنشاء بورصة خاصّة بها، هددت الولايات المُتحدة بالرد العسكريّ لهذا الفعل لما فيه من تهديد للاقتصاد النفطيّ الأمريكيّ
غير أن بعض الآراء قالت إنّ هذا الهجوم العسكريّ ليس من أجل بورصة النفط وحسب، وإنما قلق حقيقيّ من البرنامج النووي الإيراني، أمّا فنزويلا فأصبحت مثالًا للدولة التي أممت شركات النفط العاملة بها، نتيجةً لاعتقادها الخطأ بمُحاولة وتخطيط الولايات المُتحدة الأمريكيّة لغزوها في عملية عرفت باسم خطّة بالْبوا، لكنه في الواقع كان تدريبًا عسكريًّا روتينيًّا أجرته القوات المُسلّحة الإسبانيّة على ضُبّاطٍ من دول مُختلفة منها دولة فنزويلّا ذاتها، ومن ثم دفعت ثمن هذا الاعتقاد الخطأ، بعد توتر علاقتها مع الولايات المُتحدة الأمريكيّة في محاولاتها لإقناع الشركات بالمُخاطرة برؤوس أموالها في أراضيها النفطيّة،
لكنها في 2009م عقدت اتفاقات مع الصين ما جعل اعتمادها على الولايات المُتحدة أقل مما كان عليه، أمّا البرازيل فقد حققت عام 2008م اكتفاءً ذاتيًّا من الطاقة، وأصبحت مُصدرًا صافيًا للنفط، واحتلت شركتها القوميّة بِتْرُوبِرَاز المركز الأول على مستوى البرازيل، والخمسين على مُستوى العالم، وقد اعتمدت البرازيل في مشاريعها على استغلال الموارد المحليّة من العقول ذات المهارة العالية في بلادها، وبحلول شهر أغسطس عام 2009م تخلّت البرازيل عن تعاونها مع شركات النفط الأجنبيّة وذلك سعيًا منها إلى السيطرة على عملية الاستخراج النفطيّ بنفسها.
الفكرة من كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
لقد بدأت قِصّتنا مُنذ ملايين السنين في باطِن الأرض، حين بدأت سُنن الله في كونهِ بالمُثول، وأثرت العمليات الجيولوجيّة في الحفريات، حينها تشكلت مادّةٌ تصارعت عليها الدُّوَلُ والأمم، وأثرت في العالم الاقتصادي بشكلٍ بالِغ، حتى أصبحت جميع الدول باختلاف أحوالها الاجتماعية والاقتصاديّة رهينةً لديها، هذا الكِتاب تسطيرٌ للإجابة عن سؤال “كيف وصلنا إلى هُنا؟ وكيفّ أثَّرَ النفط في الاقتصاد العالميّ؟”.
مؤلف كتاب سُلطة النِّفط والتحوّل في ميزان القوى العالميّة
روبرت سليتر : مؤلّف بريطانيّ، تخرّج في جامعة بنسلفانيا وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسيّة والاقتصاد، وحصل من جامعة لندن على شهادة الماجستير في العلاقات الدوليّة، عمِلَ لدى وكالة الأنباء الأمريكيّة يونايتد برس، ومجلّة تايم الأمريكيّة.
ومن أبرز مؤلفاته:
Soros: The Unauthorized Biography, the Life, Times and Trading Secrets of the World’s Greatest Investor.
Jack Welch & the G.E. Way: Management Insights and Leadership Secrets of the Legendary CEO.
29 Leadership Secrets from Jack Welch.
معلومات عن المُترجم:
مُحمّد فتحِي خِضر: مُترجم، ومُراجِعٌ لغويّ مصريّ، تخرّج في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزيّة عام 1999م، وعمل مع عديد من المؤسسات العربيّة منها: مكتبة جرير، والمركز القومي للترجمة، ومجموعة النيل، وله من الكُتب المُترجمة، مثل: “العادات الذرية”، و”بهجة الحياة البسيطة”، و”ماكينة الأفكار”، و”أخلاقيّات الرأسماليّة”، و”الحرب الباردة”.