نماذج من أفلام هوليوود عن إيران

نماذج من أفلام هوليوود عن إيران
تعددت نماذج أفلام هوليوود التي ركزت على المجتمع الإيراني، والتطرق إليها يُسلّط الضوء على الرسائل الخفية، التي تتعمد أمريكا من خلالها تشويه صورة إيران أمام العالم أجمع.

ومن أبرز تلك النماذج فيلم: «رجم ثُريَّا | The stoning of Soraya 2008»، وتدور أحداثه حول ثريا، التي يتهمها زوجها افتراءً بالزنا، فيُحكَم عليها بالرجم حتى الموت، وينفذ الحكم والدها وزوجها وأبناؤها. يسلط الفيلم الضوء على قضايا التمييز الجنسي في إيران، والظلم والعنف اللذين تتعرض لهما المرأة في ظل القوانين الإسلامية، كما يصور رجال الدين أشخاصًا فاسدين، ومن المغالطات التي وقع فيها الفيلم، تجاهل الشرط الذي وضعه الإسلام لإقامة حد الزنا، وهو وجود ٤ شهود على واقعة الزنا، من ثم صور الفيلم إيران مجتمعًا قاسيًا وغير حضاري، يضطهد المرأة الضعيفة.
كذلك فيلم “ليس من دون ابنتي | Not without my daughter 1991″، الذي تدور أحداثه حول امرأة أمريكية متزوجة من طبيب إيراني مسلم، تحاول الهرب مع ابنتها من إيران، بعد معاناتها من التشدد الديني، وتسلط زوجها وتعنيفه لها لإجبارها على طاعته، ويحمل هذا الفيلم رسالة مشوهة عن النظام الإسلامي في إيران، فيظهره متطرفًا، يتحيز للرجل، ويقمع المرأة، كما يظهر تحول إيران، بعد الثورة الإسلامية، إلى دولة متخلفة وخطرة.
أما فيلم “سبتمبر شيراز | Septembers of Shiraz 2016″، فتدور أحداثه حول يهودي إيراني، يتعرض للاضطهاد والتعذيب من قبل الحرس الثوري الإيراني، بسبب علاقاته مع نظام الحكم السابق، ويُظهِر الفيلم الثورة الإسلامية قد أغرقت البلاد في الفوضى، وأظهر الحرس الثوري فاسدين ومرتشين، يقمعون ويعذبون غير المسلمين، وهذا يكشف الصورة المشوهة، التي تريد أمريكا إيصالها إلى العالم عن الثورة الإسلامية الإيرانية.
وأخيرًا فيلم “سيريانا | Syriana 2005″، تدور أحداثه حول الصراع بين المخابرات الأمريكية والمخابرات الإيرانية، وتأثيره في السياسات العالمية، ويركز على قضايا خطيرة، كقضية النووي الإيراني، ورفض إيران للتفتيش النووي، وكذلك قضية السلاح غير الشرعي، ورعاية إيران للإرهاب، ويسلط الضوء على قضية التفوق الأمريكي، لإضفاء شرعية على أفعال أمريكا، وأحقيتها بدخول إيران لتحريرها من قيودها، وتحقيق الأمن المفقود بها.
الفكرة من كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
بدأ الصراع الأمريكي الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩م، التي أطاحت بالشاه مُحمَّد رِضَا بَهْلَوِي، حليف أمريكا وحامي مصالحها النفطية في الشرق الأوسط، فعدت أمريكا إيران عدوًّا لها، وتهديدًا لمصالحها الاقتصادية في المنطقة، ثم صنفتها دولة إرهابية، بسبب امتلاكها برنامجًا نوويًّا، ودعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وبعد أن فشلت سياسات الاحتواء والعقوبات الاقتصادية، التي طبقتها أمريكا على إيران، أصبح الخيار الوحيد أمامها هو تغيير شخصية النظام بطرق غير عسكرية، من خلال استخدام أدوات القوة الناعمة.
يتناول هذا الكتاب دراسة أدوات القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران، خصوصًا أفلام هوليوود، التي ركزت على تصوير المجتمع الإيراني في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش العلاقة بين نظرية الإمبريالية الثقافية وشعور أمريكا بالتفوق العرقي، الذي يجعلها تؤمن بأحقيتها في الهيمنة على ثقافات الآخرين، كما يقدم تحليلًا مفصلًا لبعض نماذج أفلام هوليوود عن إيران.
مؤلف كتاب إيران وهوليوود: القوة الناعمة لصناعة صورة الآخر
د. حوراء حوماني: كاتبة لبنانية، وأستاذة جامعية في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، وباحثة في مجال الإعلام والاتصال، حصلت على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة اللبنانية، وعملت إعلامية في قناة المنار، وصحفية لعدد من الصحف اللبنانية، آخرها جريدة الأخبار، كما أنها عضوة في الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال «AARCS»