نماذج قصصيَّة
نماذج قصصيَّة
بعد أن شرح لنا الكاتب جوانب كتابة القصَّة القصيرة، كان من الطبيعي أن يعرض لنا نماذج مختلفة ومتنوِّعة في نهاية الكتاب، وقد أشار إلى أن كل قارئ بالتأكيد سوف يقع اختياره على ما يروقه من أنواع النماذج المختلفة، فالاختيار في النهاية يقع على نوع ذوق القارئ مهما تميَّزت قصة عن أخرى، كما أنه ليس هناك أي أديب أو كاتب تكون إنتاجاته على مستوى واحد من التقدُّم والامتياز، فمهما بلغ من الشهرة سوف يتفاوت في عرض قصصه وفي جودة كل قصَّة، بل وسيضعف أداؤه أحيانًا ويقوى أحيانًا أخرى، فسومرست موم مثلًا يعتبر عميد كَتّاب القصة مؤخرًا، ومع هذا فإن هناك ناقدًا مصريًّا لا يعترف به بين كتَّاب القصة في العالم!
وترجع شهرة سومرست موم إلى خبرته وكبر سنِّه ولكنَّها لا ترجع لأنه أفضل وأحسن كاتب قصة في العالم! حيث لا ينبغي لنا استخدام أفعل التفضيل في عالم الأدب كقولنا (أفضل وأحسن وأعظم)، لأنه ما من قصَّة يمكننا أن نصفها بـ”أروع قصَّة”، حيث إن هناك الكثير من القصص الرائعة والكتَّاب الملهمين، فالعقَّاد مثلًا لا يعترف بأحمد شوقي كشاعر، على الرغم من إبداعه ومهارته.
ولهذا فإننا نقول باختلاف الآراء حول الكتَّاب مهما كان الكاتب متميِّزًا، وقد اختار المؤلف خمس قصص عالمية لكتَّاب مشهورين في نهاية هذا الكتاب، واثنتين أخريين عالميتين لكاتبين جديدين، فقد اختار المؤلف أن يكون محايدًا ومنوِّعًا.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال وتُقرَأ في مدة تتراوح ما بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وهي تستلزم نوعًا من حيوية الأسلوب وروعة التركيبات التي تصل إلى أعماق القارئ، وتهزُّ وجدانه، وتحرِّك شيئًا ما في قلبه.
وهذا ما سنعرفه من الكاتب، حيث يتحدَّث عن فنون كتابة القصَّة وأهم عناصرها وأبعادها.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
حسين القباني: أديب صحفي من التراجمة، عاش يتيمًا عاجزًا مقعدًا، ولكنَّه واصل تعليمه بطريقة ذاتيَّة وكسب المال من عمله في الترجمة، عُيِّن كاتبًا صحفيًّا، وقد ترأَّس تحرير عدد من المجلات الثقافية، وكانت له ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة القباني” ورصد لها جائزة، ضمَّت نخبة من رجال الثقافة والفكر، وتخرَّج فيها أدباء لمعت أسماؤهم.
من مؤلفاته: “حول العالم في كرسي متحرك“، و”الحب في فيينا“، و”الطريق إلى القدس“.
وترجم نحو مائة كتاب منها: “كوخ العم توم”، و”الرحالة الصغيرة في ألمانيا“.