نكسة يونيو 1967
نكسة يونيو 1967
قبل النكسة بثلاثة أيَّام عقدَ عبد الناصر اجتماعًا عسكريًّا سياسيًّا في إحدى القواعد الجوية، وأعلن أن مصر لن تكون البادئة بالحرب، حيث كان عبد الناصر تحت ضغط سياسي من جانب الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، كما أعلن الرئيس الفرنسي شارل ديجول أن فرنسا ستقف ضد الدولة البادئة بالحرب، كما توقَّع عبد الناصر أن تشنَّ إسرائيل عدوانًا في غضون أيام قليلة.
وفي صباح يوم النكسة، كان جميع قادة التشكيلات العسكرية بسيناء موجودين في مطار “تمادا”، وكان الجميع ينتظرون وصول طائرة المُشير عامر التي لم تأتِ، وبدلًا منها وجدوا الطائرات الإسرائيلية تُقوم بالقصف الجوي لجميع المواقع العسكرية، بينما مدافع الطائرات المصرية لم تستطع أن تُطلق طلقة واحدة، بسبب أوامر قد صدرت لها منذ الصباح الباكر بتقييد نيرانها حتى وصول طائرة المُشير عامر!
ويقول المشير أحمد إسماعيل: إننا اندفعنا في مغامرة عسكرية وسياسية غير محسوبة، ولم تُبنَ على معلومات وخطط دقيقة، والأكثر من ذلك أن الرؤية العسكرية كانت في وادٍ والرؤية السياسية في وادٍ آخر؛ وللشعب المصري أن يتخيَّل حجم الكارثة حينما يعلم أنني كرئيس أركان قوات جبهة سيناء لم أكن أعلم مهام القوات التي تم حشدها في سيناء، وهل سنقوم بالدفاع أم بالهجوم؟!
وبين مشهد سياسي مندفع في قراراته، ومشهد عسكري مرتبك ليس لديه رؤية، تعرَّض الجندي المصري لأسوأ عملية عسكرية لم تُتَِح له فرصة الدفاع عن نفسه وأرضه، وصدر قرار الانسحاب الذي يُعدُّ كارثة كُبرى، حيث كان على القوات أن تسير مسافة 200 كيلو متر دون غطاء جوي يحميها، ودون أي خطة لتنظيم الانسحاب.
الفكرة من كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
تمَّ اختزال حرب أكتوبر في رجلين: الرئيس السادات، والرئيس الأسبق مبارك، ومن ثمَّ تم تعريض الكثير من الوقائع للمحو أو التزوير والطمس، لكن بعد مرور 39 عامًا على وفاة المُشير أحمد إسماعيل، وبالتحديد في عام 2013 خرجت مذكِّراته إلى النور كاشفةً عن أحداثٍ كثيرة، فقد رأت أسرة المُشير عدم عِلم الكثير من المصريين بدور المُشير في الحرب، بل لا يعلمون حتَّى اسمه، كما وجدت أن هناك أمورًا كثيرة تُعرَض في الإعلام لا تتوافق مع ما لديهم من معلومات ووثائق تركها المشير.
مؤلف كتاب مشير النصر: مذكرات أحمد إسماعيل وزير الحربية في معركة أكتوبر 1973
المُشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، القائد العام للقوات المسلحة المصرية في أثناء حرب أكتوبر؛ شارك في جميع حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، وثاني ضابط مصري يصل إلى رتبة مُشير، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى، تُوفِّي يوم 25 ديسمبر 1974، وقبل وفاته بأيام صنَّفتهُ مجلَّة الجيش الأمريكي ضمن أكثر 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت إلى الحرب تكتيكًا جديدًا.
مجدي الجلاد صحفي، هو رئيس تحرير جريدة الوطن المصرية، وهو أول من شغل المنصب منذ تأسيس الجريدة.