نكتب الموضوع
نكتب الموضوع
عند كتابة الموضوع سنجد مصادر كثيرة علينا أن نحسن الاختيار منها. ويقترح الكتاب علينا عدة طرق للكتابة، الأولى طريقة الورق التي نأتي فيها بمجموعةٍ من الأوراق ونجعل لكل فكرةٍ أساسية ورقة نكتب فيها ما نجده من معلومات متعلقة بها، ثم نرتبها في النهاية ونحذف المكرر وندمج المتشابه. والثانية هي طريقة الشمس المشرقة التي تشبه الخريطة الذهنية، والثالثة طريقة العصف الذهني التي تستعين فيها بعدد من الأشخاص تسجل أفكارهم واقتراحاتهم حول موضوعك ثم تنتقي منها وترتبها.
بعد جمع المعلومات والأفكار نكتبها ونُقيمها ثم ندقق ونطمئن بمراجعة نهائية.
ويمكننا أن نرتب أفكارنا ترتيبًا زمنيًّا من الأقدم إلى الأحدث أو العكس، أو ترتيبًا مكانيًّا، أو موضوعيًّا فيه أهمية الموضوع وأنواعه وأسبابه وعلاجه، أو ترتيبًا سببيًّا، أو حسب الأهمية، أو بأسلوب المقارنة، وننتقل من نقطة إلى أخرى بسلاسة.
ولنُراعي اختلاف المستمعين، مستعينين مثلًا بنموذج كولب الذي يصنف الناس إلى أربعة أقسام؛ قسم سؤالهم “لماذا؟” يرغبون في معرفة فائدة الموضوع، وآخر سؤالهم “ماذا؟” يريدون معلومات وتعريفات واستدلالات، وأصحاب “كيف؟” يريدون الوصول إلى حل، وأصحاب “ماذا لو؟” يريدون أن يعرفوا عاقبة تطبيق ما يستمعون إليه. ونراعي كذلك أن في الحضور أشخاصًا بصريين، وآخرين سمعيين، وحركيين أو حسيِّين، ونراعي الفروق بين الرجال والنساء، ولنوازن في حديثنا بين العقل والعاطفة.
وعلينا ألا نؤجل تحضير الموضوع، بل نبدأ فيه وقتما يُطلب منا ولو كان موعد الإلقاء بعيدًا، وسيمنحنا ذلك سعة في التفكير والبحث، وفرصةً لإعدادٍ جيد يعكس احترامنا لجمهورنا.
وعند الإلقاء أمام الناس، تكون للكلمات أشكال مختلفة؛ الكلمة المكتوبة كاملةً التي يقرؤها المتحدث من أوراقه يكون أداؤها رتيبًا ويفقد فيها التواصل البصري مع الجمهور، وينبغي أن نضيف إليها علامات تذكرنا بالتفاعل مع النص، أما الكلمة المحفوظة عن ظهر قلب فإنها تُربك المتلقي وإن نُسي منها جزء تنفصل حلقاتها، أما الشكل الثالث فهو الإلقاء مع استعمال البطاقات المسانِدة التي نكتب فيها المفاتيح الأساسية وما يصعب حفظه بخطٍّ كبير واضح. وقد نضطر أحيانًا للارتجال -أو نختاره!- فنعتمد على محفوظاتنا وثقافتنا واطِّلاعنا. وهناك بعض قوارب النجاة التي يمكن أن تنقذنا من الحرج مثل ذكر الأمثلة والتجارب والقصص، والحديث عن شعورنا أو عما حولنا كسعادتنا بالجمهور أو جمال المكان لكسر الرهبة، وطرح الأسئلة على أنفسنا أو على الجمهور حتى نرتب أفكارنا، وتكرار بعض الأفكار أو الكلمات خير من الصمت، وتجربة الارتجال أفضل من الاعتذار والامتناع.
الفكرة من كتاب المتحدث البارع
للكلمات أثرٌ كبير في حياتنا، يتغير بها الكثير في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبها دعا الأنبياء الأمم إلى الحق والخير، وبها قامت حروب وتآلفت قلوب. والإلقاء مزيجٌ من فن وعلم وموهبة نعبر به عن أفكارنا لنؤثر في الناس ونقنعهم ونمتعهم، ويقدم لنا الكتاب نصائح عملية كثيرة لنُحسِّن الإلقاء والحديث أمام الناس، بدءًا من الإعداد والتحضير إلى وقت الحديث وما بعده.
مؤلف كتاب المتحدث البارع
ياسر بن بدر الحُزيمي، محاضر وكاتب سعودي. حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1421 هـ، وعلى دبلوم عالي في الإرشاد الأسري من جامعة الملك فيصل عام 1429 هـ.
يُشرف على “منصة خطوة” التي تقدم محتوى توعويًّا وتربويًّا وعلميًّا ومهاريًّا من خلال منتجات مرئية ومسموعة ومقروءة، ومن مؤلفاته: كتاب “الشخصية القوية” وكتاب “بريدي – رسائل وإجابات في مجالات الحياة”.