نقص الكفاءة الغربية
نقص الكفاءة الغربية
هناك افتراض غربي بأن المشكلات التي تحدث في العالم منشؤها جميعًا من خارج الغرب، فيحاول الكاتب لفت انتباه القراء الغربيين لدور بلادهم في خلق المشكلات العالمية، ويدفع ثمنها في كثير من الأحيان بقية دول العالم، وهناك مجموعة من التحديات التي تعامل معها الغرب بطريقة تنقصها الكفاءة، أما التحدي الأول فهو “الإرهاب”، فمنذ انتهاء الحرب الباردة سيطرت على العقل الغربي فكرة التهديدات الإرهابية في أفغانستان والعراق، وقد تعامل الغرب مع هذه المشكلة بشكل أقرب إلى الفشل في أغلب الأحوال، وكانت منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر تضررًا من القرارات الغربية،
فالقرار بغزو العراق كان كارثيًّا بكل المقاييس، وسبب أضرارًا طويلة المدى للعراق والمنطقة العربية، فلم يفهم الغرب البنية الطائفية لمجتمع العراق وكيفية إدارتها، وفُرضت الديمقراطية عشوائيًّا دون التفكير في كيفية إدارة المصالح بين السنة والشيعة والأكراد في البلاد، والتحدي الثاني الذي أثبت عدم الكفاءة الغربية هو ظاهرة “الاحتباس الحراري” التي يجري التعامل معها بشكل سيئ، وبرغم الاجتماع العالمي حول خطورة هذه الظاهرة على الأرض، فإن الدولة التي تقاوم اتخاذ إجراءات جذرية وفعالة تجاه الاحتباس الحراري هي الولايات المتحدة الأمريكية، والانبعاثات الحرارية تحتاج إلى توضيح مسببها الحقيقي، فما نراه الآن هو تأثير التراكمات القديمة للانبعاثات الأوربية والأمريكية منذ الثورة الصناعية،
فعلى الغرب أن يتحمل نصيبه من المسؤولية عن تلك الظاهرة، بدلًا من الدول التي ما زالت تشق طريقها في التحديث، فلا يمكن فرض التقييدات نفسها على الصين والهند بما يعوق مسارهما الاقتصادي ومستقبل شعوبهما، إن هذه التحديات التي أساء الغرب إدارتها وما زال يواجهه التحدي بشأنها قد تؤدي مستقبلًا إلى مزيد من المشكلات لعالمنا إذا ما استمرت طريقة الإدارة نفسها، والتغيير الحقيقي سوف يبدأ من تعديل النظرة الغربية إلى الشؤون الدولية.
الفكرة من كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
يختلف ما في هذا الكتاب عما اعتاد الغرب سماعه من مفكريهم، فالكاتب بصفته شاهدًا من مواطني آسيا قريبًا من غرف صنع القرار، ومطّلعًا على الأحداث، يبين أن الغرب بجانب دوره الأساسي في عملية التغيير، فهو جزء رئيس من المشكلة التي تقف في طريق إعادة ترتيب النظام العالمي، ويعطي الكتاب فرصة للمواطن الغربي أن يأخذ مقعدًا طالما تُرِكَ لبقية العالم، حتى يعرف نظرة الدول الأخرى إلى ما كان عليه العالم تحت القيادة الغربية، ويوضح الكاتب ما يحدث في آسيا من نهضة اقتصادية وعلمية، ويحلل أسباب ما نراه من تحول في موازين القوى نحو الشرق الأقصى.
مؤلف كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
كيشور محبوباني: دبلوماسي سنغافوري، وأستاذ ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية في مدرسة لي كوان يو، وعميد للمدرسة، شغل منصب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة، وكان السكرتير الدائم لوزارة الخارجية بسنغافورة من 1993م حتى 1998م، ويعمل عضوًا بمجالس إدارة عديد من المؤسسات في سنغافورة وأوربا وأمريكا الشمالية.
ومن مؤلفاته:
هل يمكن أن يفكر الآسيويون؟
ما بعد عصر البراءة: إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم.
معلومات عن المترجم:
سمير كريّم: مدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل وكيلًا أول لوزارة الاقتصاد والتعاون الدولي، وعمل مديرًا تنفيذيًّا لبنك التنمية الإفريقي ممثلًا لمصر وجيبوتي.