نفوذ الدولة السعودية الأولى داخل نجد وخارجها
نفوذ الدولة السعودية الأولى داخل نجد وخارجها
في بداية دعوته، رأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب مكان نشاطه الرئيس في نجد، واستغرق توحيد الدولة النجدية أكثر من أربعين عامًا.
وعلى الرغم من انضمام بعض البلدان إلى الدولة الجديدة بشكل سلمي، فإنها واجهت تحديات داخلية، مثل تمرد أمير العُيينة، عثمان بن معمر، ومحاولات التدخل من حكام الأحساء وأشراف الحجاز لصد الدعوة.
وبعد وفاة الأمير محمد بن سعود عام 1179 هـ، استولى ابنه عبد العزيز على الرياض بلا مقاومة، وفتح هذا الانتصار الباب أمام توسعات الدولة إلى مناطق بعيدة في الجنوب والشمال من نجد، ومع ذلك لم تخلُ هذه الخطوة من صعوبات.
ذلك أن زعماء بني خالد وحكام الأحساء كانوا معادين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قبل تأسيس الدولة السعودية وبعدها، لكن بعد مرور مدة، تغيرت الأوضاع وباتت الدولة السعودية في موقف المهاجم، مما غير توازن القوى بينها وبين زعماء بني خالد.
وفي عام 1198هـ، بدأ قادة الدرعية مساعيهم للاستيلاء على الأحساء، ونجح سعود بن عبد العزيز في أول غزو للأحساء، حيث حصل على غنائم كبيرة، وبعد ذلك بدأت القبائل الأحسائية في المعارضة، لكن بعد التفاوض مع الأمير عبد العزيز بن محمد، استعيدت الأحساء وضُمت إلى الدولة السعودية في عام 1208 هـ.
وعندما وصلت أخبار الدعوة الإصلاحية إلى مكة، كانت ردة فعل الشريف مسعود بن سعيد عدائية، لكن تحسنت العلاقات لاحقًا مع تولي أحمد بن سعيد الشرافة عام 1184 هـ.
واستطاعت الدولة السعودية الأولى في نهاية الأمر توسيع نفوذها وضمت مكة المكرمة عام 1218 هـ، كما تمكنت من ضم عسير، والمخلاف السليماني وقطر إلى نطاقها بعد غارات عليها في عام 1202 هـ.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.