نفسك تستحق
نفسك تستحق
العديد منّا قد تربى على فضيلة حب الخير للآخرين، على غرار مقولة: “أحب لأخيك ما تحب لنفسك”، لكننا ربما لا ننظر إلا لوجهٍ واحد من العُملة، وهو حب النفع للآخرين بغض النظر عن حبنا نحن لأنفسنا وانشغالنا بها، ربما يكمن السبب في ذلك إلى عدم شعورنا بالأحقية أو القيمة، فننظر إلى أنفسنا كأنها من الدرجة الثانية، لا تستحق الأفضل في أي شيء، بل وتخجل أن تفكر في الحصول عليه، والأسوأ من ذلك أننا كثيرًا ما نسعى للتقليل من أنفسنا وكراهيتها ونسمح للآخرين أن يشاركونا هذه الجُرم تجاه أنفسنا بلا رحمة، ماذا لو فكرنا قليلًا في أن نصبح أنانيين بقدرٍ ما وأن نُكسِب ذواتنا شيئًا من التقدير؟ وماذا لو أصبحنا أكثر تعاطفًا وحبًّا لها؟ هل سنخسر أكثر مما نخسره؟ ليس بصحيح.
إننا نفتقد قبول أنفسنا ومشكلاتنا قبل كل شيء، وليس القبول بأن نستسلم للأمر الواقع ولا أن نبتلع الإساءات في صمت، إنه فقط مجرد الرضا بما نمرّ به وما نحن عليه مهما كان، وربما يتساءل أحدنا عن كيفية ذلك، فتشير الكاتبة هنا إلى أن الأمر يشمل خمس مراحل: تبدأ بالإنكار، ثم يتبعه الغضب، ومن ثم المفاوضة، وعندما نجد أن المفاوضة لا تجدي نفعًا نصاب بالإحباط أو الحزن الشديد، حتى نصل في نهاية المطاف إلى التسليم والقبول، إنها مراحل ضرورية، لكن لا يشترط أن نجعلها تتحكم في تصرفاتنا، المهم ألا نتغافل عنها وأن نعطيها حقها من الاهتمام، كي نستطيع الوصول إلى القبول في النهاية، وكما قال “جودي هوليس”: (إن الطريقة الوحيدة للخروج من كل مرحلة، هو من خلالها).
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.