نعم الله على الإنسان
نعم الله على الإنسان
خير دليل للإنسان ليعرف الله هو تأمُّله في نفسه والهيئة التي خلقه الله عليها وبديع صنع الله فيه، وماذا لو لم يخلق الله له صمامًا يمنع الأكل أن يصل إلى الجهاز التنفسي بدلًا من أن يصل إلى المريء بفعل ما حولها من عضلات تنقبض فترتفع القصبة الهوائية فتغلق مجرى التنفس ليمرَّ الطعام إلى المريء، وكذلك إفرازات الكبد المرارية تصل إلى الحوصلة المرارية من خلال قناة الحوصلة فتتجمَّع المادة في الحوصلة المرارية.
وعندما يأتي الطعام في الأمعاء تنبعث إشارات عصبية وهرمونية إلى الحوصلة؛ فتنقبض ويمر السائل المُخزَّن إلى الأمعاء بفعل صمام ذي شكل حلزوني ليسمح بمرور السائل من وإلى الحوصلة المرارية، وصمام بالاثنى عشر ليتحكَّم في نزول السائل المراري إلى الأمعاء لإتمام الهضم، وصمام يحرس الشرج ليمنع مرور الفضلات دون إرادة الإنسان ويتكوَّن من جزأين؛ داخلي لا إرادي وخارجي يتكوَّن من ثلاث عضلات عندما تنقبض تجعل القناة الهضمية في وضع زاوية حادة مما يلائم وظيفتها.
وكذلك صمامات القلب ومدى ملاءمة شكلها لوظيفتها وحركتها وتناسق عملها وكيفية إغلاقها، فسبحان من خلق هذا الإبداع والإتقان فاحتارت منه العقول، والمنطق الإلحادي لا يجد تفسيرًا منطقيًّا أمام هذه الدقة في الصنع، فلا يُعقَل أن تكون الصدفة الطائشة هي أساس هذا الخلق البديع، ولكن التفسير الإسلامي يفسِّر ذلك في ضوء قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ِ.
ولم يخلقنا الله ليتركنا، بل أحاطنا بالنعم، ورزقنا الفطرة السوية لنهتدي بها إلى الحق، ورزقنا العقل ليستدلَّ به من بديع صنعه في الكون وإحكام خلقه على وجود الله وصفاته وليفرق به بين الحق والباطل، والمنطق الإلحادي في ذلك الأمر أخرس، وإن تكلَّم فإنه أصم لا يسمع، وإن كان يسمع فاعلم أنه لا عقل له.
الفكرة من كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
يمثل هذا الكتاب حوارًا حقيقيًّا بدأ بسائلٍ ملحدٍ يقول: “أحسُّ بوجود خالقٍ في نفسي، ولكنني ما زلتُ غير مقتنع”، وانتهى به وهو يقول “بحقِّ من رفع السماء بغير عمدٍ، إن حلاوة الإيمان ما بعدها حلاوة، آهٍ على تلك السنوات التي مرت من عمري وأنا بعيدٌ عن طريقكم، قد يسألني البعض عن عمري، لوددت القول إنني بهذا اليوم بلغتُ عامي الأول، عامي الأول بالإسلام، وعامي بالإيمان، وعامي بالراحة النفسية، وعامي بالسعادة التي تغمر قلبي”.. وما بين تلك البداية وهذه النتيجة يعرض الكاتب حقائق العقيدة الإسلامية الصحيحة وحقيقة التوحيد؛ جوهر الرسالة التي أُرسل بها جميع الرسل والأنبياء، وختام تلك الرسالات هو الإسلام الدين الحق الأوحد الذي يرتضيه لعباده أن يحيوا به ويُبعثوا عليه.
مؤلف كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
حسام الدين حامد: كاتب وطبيب مصري، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة عام 2007م، حصل على درجة الدكتوراه في الجراحة عام 2017م.
شارك في العديد من الأبحاث العلمية، ومنها: “استئصال رأس البنكرياس والاثنى عشر بالتنظير الجراحي لأورام البنكرياس والاثنى عشر: هل ينبغي أن تكون هي الأساس؟”، و”النزيف الشديد بعد عملية تحويل المسار المصغَّر بالمنظار الجراحي: دور التدخُّل المشترك بين التنظير الجراحي ومنظار المعدة”.
من أهم مؤلفاته:
الإلحاد وثوقية التوهُّم وخواء العدم.
خطة معرفية للعمل في ملف الإلحاد.
الخطوات الأولى في مجال البحوث الطبية.