نظريات صعوبات التعلم
نظريات صعوبات التعلم
يفسر علم النفس والسلوك عملية اكتساب اللغة ونموها في ضوء العلاقة بين المدخلات والمخرجات، فإذا اعتبرنا اللغة مُخرجًا فإن المدخلات ستكون عن طريق البيئة المحيطة ومدى تأثيرها في الطفل، وفسر العلماء عملية اكتساب اللغة عن طريق ثلاثة سلوكيات رئيسة؛ وهي التقليد “أي تقليد ما يقوله الأبوان في بداية تعلم اللغة والنطق”، وبعد ذلك يصبح هناك تدخُّل مباشر عن طريق السلوك الثاني وهو التدعيم “أي مكافأة الطفل ماديًّا أو معنويًّا عند نطق بعض الجمل والكلمات تشجيعًا له”، وعن طريق السلوك الثالث وهو التشكيل، ويعرِّفه علماء النفس “أنه توليد سلوكيات جديدة من سلوكيات موجودة”، وبالمثل في عملية النمو اللغوي فهو توليد تطور لغوي وتراكيب جديدة من تراكيب بدائية لدى الطفل”.
النظرية اللغوية ترى أن صعوبات التعلم تنبع من اضطراب التراكيب العصبية المهيئة لعملية النمو اللغوي، واستدلت بأن جميع الأطفال في العالم يبدؤون الكلام عند نهاية السنة الأولى، ثم تتطور لغتهم في نفس المدة الزمنية، وبهذا يكون هناك تركيبٌ عصبيٌّ مسؤول عن هذا الميل الفطري لاكتساب اللغة، بينما ترى النظرية المعرفية أن هناك قصورًا في المعرفة التي يتلقَّاها الطفل بعد نمو اللغة، ومن ثم لا توجد مادة خام للنمو اللغوي السليم.
نظرية مهمات التعلم تشير إلى أن المهمات التي تُطلب من الطفل داخل الصف الدراسي لا تتناسب مع قدراته ومعرفته أو أنها أعلى من مستواه، ومن ثم فإن هناك عجزًا في التلقي ينتج عنه عجز في الأداء المدرسي، أما نظرية ظروف التعلم فتشبه نظرية مهمات التعلم بعض الشيء، إذ إن البيئة المحيطة بالطفل وما بها من عوامل كسوء التغذية والحرمان العاطفي من الأبوين أو العلاقات الاجتماعية المحدودة، كل هذا يؤدي إلى مشكلات ظاهرة في تعليم الطفل.
الفكرة من كتاب صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات
هل الطفل مسؤول عن التقصير الدراسي؟ أم أن هذا التقصير خارجٌ عن إرادته! يتناول الكاتب الإجابة عن هذا السؤال فيبيِّن مفهوم صعوبات التعلم وأبرز النظريات التي تفسر أسبابها، كما يعطي نبذة عن سلوكيات هؤلاء الأطفال وكيفية استخدام هذه السلوكيات في تشخيص صعوبات التعلم، ثم في النهاية يوضح قيمة الإرشاد الأسري وما يمكن أن يغيره في حياة الطفل وأهله.
مؤلف كتاب صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات
الدكتور محمد النوبي محمد علي: أستاذ مساعد التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الملك فيصل بالسعودية حاليًا، درَّس بوزارة التربية والتعليم بمصر، وعمل مدرسًا مساعدًا للصحة النفسية والتربية الخاصة بكلية التربية جامعة الأزهر، حصل على ليسانس الآداب والتربية 1993، وحصل على الماچستير والدكتوراه في التربية من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الزقازيق.
من أشهر مؤلفاته: “الإعاقة السمعية دليل الآباء والأمهات”، و”اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد”.