نظريات تفسير الأفلام
نظريات تفسير الأفلام
بما أن الأفلام هي صناعة عقول بشرية وانعكاس للذهن البشري، فإننا نقوم بتحليلها عن طريق تحليل الذهن من خلال مشاهدة الفيلم، ورغم وجود العديد من مجالات السلوك البشري التي يمكن تجسيدها في الحبكات والشخصيات، فإن تلك السلوكيات لا تتطلَّب نظريات معقَّدة لفهمها، إذ إن غالب الموضوعات السلوكية التي تظهر في الأفلام وقام بتحليلها علماء الاجتماع، هي كالتالي: الجنس، والعنف، والسياسة، والمقامرة، والأمومة، والتدخين، وتعاطي الخمور، والجريمة، والفقر، والثروة، والغراميات، والغضب، والعنف الأسري، والشيخوخة، والعلاج النفسي، والمرض النفسي، وغيرها.
والملاحظ أن التجسيدات السينمائية لهذه السلوكيات لا تصف الواقع الموضوعي بدقَّة، فبالنسبة إلى العنف تشير الدراسات إلى أن برامج الأطفال كانت أكثر عنفًا من برامج الكبار، بمعدل بلغ ثلاثين فعلًا عنيفًا في الساعة الواحدة، ويرى الباحثون أن مثل تلك التجسيدات يمكن أن يكون لها تأثير قوي نسبيًّا في سلوك الأطفال.
كما أنه عند تسليط العلماء الضوء على الجنس وجدوا أن الجنس حظي بقدر كبير من الاهتمام في وسائل الإعلام والتليفزيون، وفي أفلام السينما، واستنادًا إلى عيِّنة من الأفلام وجد الباحثون أن العلاقات الجنسية بين غير المتزوجين تم تصويرها عادةً أكثر من العلاقات الجنسية التي بين المتزوجين، بمعدل 32 ممارسة جنسية بين غير المتزوجين، في مقابل ممارسة واحدة بين المتزوجين، وكأن هوليوود تعتقد أن المتزوجين لا يمارسون الجنس أو أن الجنس داخل نطاق الزواج لا يُثير اهتمام كُتَّاب السيناريو!
كما أن هوليوود تضع الدافع للفعل على عاتق الفرد، فأهم السمات الثقافية والسيكولوجية في سينما هوليوود هي تشجيعها لخرافة النزعة الفردية التي لا تعرف حدودًا مهما يكن الثمن، فكل الأفلام الأمريكية، إلا القليل منها تنبني حول عدد قليل من النجوم الذين يحدِّدون حركة الأحداث في الفيلم بأكمله، لذلك يصعب على مشاهدي هوليوود أن يتخيلوا أي بديل لهذه الصيغة، لذلك يعد افتقار الفيلم إلى وجود بطل أمرًا غير مقبول بالنسبة لهم.
الفكرة من كتاب السينما وعلم النفس.. علاقة لا تنتهي
إن جميع الأفلام مفعمة بالعناصر السيكولوجية، ومن ثمَّ فهناك تضافر بين علم النفس والسينما، إذ يستغل كتَّاب السيناريو المشاعر البشرية ويوظِّفونها في أفلامهم، لذلك يستعرض الكاتب تأثير الأفلام في استيعاب المشاهدين للأمراض النفسية وتعاملهم معها، وكذلك تأثير الأفلام المشبَّعة بالعنف في زيادة السلوك العدواني بين الناس، وتأثيرها في انتشار التحرُّش والاغتصاب والانتهاكات الجنسية، كما يبين ظاهرة محاكاة الناس لما يشاهدونه في الأفلام، وكيف يتخذ بعض الأشخاص من الأفلام وسيلة للعيش؟
مؤلف كتاب السينما وعلم النفس.. علاقة لا تنتهي
سكيب داين يونج : يعمل أستاذًا في كلية هانوفر في ولاية إنديانا منذ أكثر من 15 سنة، يقوم بتدريس مقرَّرات ذات منحى إكلينيكي كالاضطرابات السلوكية والاستشارة والعلاج النفسي، وعلم نفس الأفلام، والتنمية البشرية.
معلومات عن المترجم:
سامح سمير فرج: هو مهندس كهرباء، ومترجم، ومن ترجماته:
السينما وعلم النفس.
رولان بارت.