نظريات الصدق وأنواع المعرفة

الصدق هو الشرط المركزي من بين الشروط الثلاثة للمعرفة، ونتيجة ذلك تعدَّدت النظريات في معرفة ماهية الصدق؟ وما طبيعته؟ ومتى نعرف أن القضايا صادقة؟

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن تلك النظريات، نظرية “التناظر” التي تقول إن القضية تكون صادقة إذا كانت تُناظر شيئًا في الواقع وترتبط به، وتكون كاذبة إذا كانت لا تُناظر أيَّة واقعة، وتم الاعتراض على تلك النظرية كونها تنطبق على العبارات الداخلة في مجال الإدراك الحِسي، ولكنها تفشل في مجالات الأخلاق والمنطق والجمال وغيرها.

فبحثَ الفلاسفة عن نظرية في الصدق لا ترتبط بشيء خارجي، فكانت نظرية “الاتساق” والتي تقول إن القضية الصادقة هي المتسقة مع غيرها من القضايا، والقصية الكاذبة هي التي لا تتسق مع غيرها من القضايا؛ وتم الاعتراض على تلك النظرية أيضًا بأن هناك قضايا قد تكون متسقة مع ذاتها ولا تتسق مع غيرها.

وقد قام الفلاسفة بالتمييز بين عددٍ من أنواع المعرفة منها “المعرفة القضوية والمعرفة غير القضوية”، فالمعرفة القضوية هي التي تحتمل الصدق والكذب، كمعرفة أن اليوم هو يوم الجمعة، أما المعرفة غير القضوية فهي المتمثلة في الإدراك المباشر للشيء كمعرفة كيفية قيادة السيارة.

وهناك “المعرفة بالإدراك المباشر والمعرفة بالوصف”، فالمعرفة بالإدراك المباشر هي ما ندركه مباشرةً دون أي وساطة، وتكون عن طريق المعطيات الحسية كاللون والرائحة والشكل والصلابة، أما المعرفة بالوصف فهي معرفة الشيء كما هو، كمعرفة المنضدة باعتبارها شيئًا ماديًّا، فالعلاقة بين الاثنين علاقة سببية.

وأخيرًا “المعرفة القبلية والمعرفة البعدية”، فالعقليون أصحاب المعرفة القبلية يقولون إن الإنسان يُولد ومعه بعض المعارف وهي (المعارف الأولية)، ويقابلهم التجريبيون أصحاب المعرفة البعدية الذين يقولون إن الإنسان يولد مجردًا من كل المعارف، وتحصل له المعرفة بعد ذلك من خلال التجربة.

تُعد نظرية المعرفة من أهم مباحث الفلسفة، بل هي الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة، فكل فيلسوف وكل مذهب فلسفي لا بُد له من أصلٍ معرفي يُقيم عليه فلسفته، ونتيجة ذلك اختلف الفلاسفة تبعًا لاختلاف مصادر المعرفة لديهم وطُرق تحصيلها والوسائل الموصلة إليها، كما اختلفت نظرة كل مذهب فلسفي إلى الكون والوجود والحياة تبعًا لهذا الاختلاف في المصادر المعرفية، واتسمت جميعها بالاختزال، على عكس الإسلام الذي اتصف بالشمول وتَعدُّد مصادر المعرفة.

أحمد الكرساوي: كاتب وباحث في الفلسفة ونظرية المعرفة.