نظريات الإعلام
نظريات الإعلام
نظريات الإعلام هي خلاصة ما وصل إليه الباحثون والدارسون في محاولتهم لتفسير ظاهرة الاتصال والإعلام والتحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وآثارها في المجتمع، وهي وصفٌ لحال الإعلام ونُظمه في مختلف الدول، وأولاها نظرية السلطة التي ظهرت في إنجلترا في القرن السادس عشر مستندةً إلى نظريات أفلاطون وميكافيللي، والتي تُحتكر فيها تصاريح وسائل الإعلام وتسيطر فيها الحكومة على كل ما يُنشر وتراقبه، أما نظرية الحرية التي ظهرت عام 1688 في بريطانيا ثم انتشرت في بقية أوروبا وفي أمريكا أيضًا، فهي تمنح الفرد حرية نشر ما يراه صحيحًا في وسائل الإعلام دون قيود ويكون الإشراف عليها من خلال الرقابة الذاتية، وتهدف إلى مراقبة الحكومة وأصحاب النفوذ وكشف عيوبهم وفسادهم، وإلى تحقيق أكبر ربح مادي من الإعلان والترفيه، وقد تعرضت لنقد كثير لأنها تُشكل خطرًا على الأخلاق العامة وتقود إلى الفوضى، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ترى أن الحرية حق وواجب ومسؤولية في آن واحد، لذا تُلزَم وسائل الإعلام بمعايير مهنية مثل الصدق والموضوعية والدقة، أما النظرية الاشتراكية فتجعل وسائل الإعلام تحت سيطرة الطبقة العاملة كي تحتفظ بسلطتها، ولاختلاف الظروف المادية والاجتماعية في الدول النامية عن المتقدمة ظهرت النظرية التنموية في الثمانينيات تُملي على وسائل الإعلام إعطاء الأولوية للغة والثقافة الوطنية، ومنح أولوية لأفكار ومعلومات الدول القريبة جغرافيًّا وثقافيًّا، وأيضًا تنفيذ المهام التنموية المتفقة مع السياسة الوطنية، مانحةً الإعلاميين حرية تراقبها الدولة لخدمة الأهداف التنموية، أما النظرية الديمقراطية فهي من أحدث نظريات الإعلام، وهي تمنح المواطنين والجماعات والأقليات حق الوصول إلى وسائل الإعلام واستخدامها، ولا تجعل تنظيم وسائل الإعلام تحت سيطرة المركزية القومية، وتبين أن هدف وسائل الإعلام هو خدمة الجمهور وفق ما يحتاج وليس خدمة المنظمات التي تملكها أو الإعلاميين.
الفكرة من كتاب ما الإعلام
ما الاتصال؟ وما الإعلام؟ وما نظرياته؟ وما وظائف كلٍّ منهما؟ كيف تغيَّر الإعلام مع ثورة التكنولوجيا والإنترنت؟ وما الإعلام الدولي؟ يجيبنا هذا الكتاب عن هذه الأسئلة وأكثر، وهو كتاب من مشروع “ما؟” الذي أطلقته الهيئة العامة للكتاب ليكون فرصة للقراء -وللشباب منهم بخاصة- كي يتعرَّفوا على المداخل الأساسية للمعرفة في مختلف المجالات.
مؤلف كتاب ما الإعلام
الدكتورة هويدا مصطفى: إعلامية وكاتبة وعميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وحصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية من مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات الفرنسية، وحصلت على الثانوية العامة من مدرسة “المير دي ديو” الفرنسية، وعُينت معيدة بقسم الإذاعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 1984، وشغلت مناصب عديدة سابقًا منها رئاسة قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، وفي جامعة 6 أكتوبر، وفي الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وأيضًا منصب عميد المعهد العالي للإعلام، وغيرها، وفازت بجائزة التفوق من المجلس الأعلى للثقافة في العلوم الاجتماعية عام 2019.
من مؤلفاتها: “الإعلام ومواجهة الإرهاب: إستراتيجية إعلامية ودليل ممارسة مهنية”، و”دراسات عن المرأة والإعلام” بالمشاركة مع الدكتورة نسرين عبد العزيز.