نظريات الإعاقة الفكرية
نظريات الإعاقة الفكرية
هناك عديد من النظريات التي حاولت تفسير الإعاقات الفكرية، أولاها نظرية سبِيرمان: افترض العالم سبيرمان خلالها أن النشاط الفكري يتكون من عاملين: العامل العام (يرتبط بالأداء العلمي لجميع صور النشاط الفكري)، والعامل الخاص (وهو جزء من العامل العام، ويختص بنوع واحد فقط من الأنشطة الفعلية)، طبق العالم هذه النظرية على بعض من طلاب المدارس المتفاوتين في تقديراتهم الدراسية وفي تمييزهم للأصوات والأوزان والأضواء، ورتب هذه المعاملات تنازليًّا في “مصفوفة ارتباطية”.0
تليها نظرية الجشطالت | Gestalt والتخلف الفكري: ولها اتجاهان تطبيقيان: الأول (اتجاه وِيرنَر وشتِرَاوس) اللذين اعتقدا بأن التخلف الفكري قد يكون لأسباب خارجية أو داخلية، والاتجاه الثاني (اتجاه لُوين وكُونين)، ويستند إلى نظرية المجال التوبولوجية لـ”لوين”، التي ضمت ثلاث تجارب مفاد الأولى منها أن المتخلفين فكريًّا من سن 8 : 11 عامًا يميلون إلى رسم دوائر لمدة أطول من أقرانهم الأسوياء، أما السن من 8 : 9 سنوات من المتخلفين، فإما يندمجون في الأعمال وإما يتركونها نهائيًّا، بينما فئة الأسوياء تكون أكثر مرونة. أما التجربتان الثانية والثالثة فقد وجدتا أن المتخلفين من الثامنة إلى التاسعة يعودون مرارًا إلى أعمالهم غير المكتملة أكثر مما يفعل الأسوياء ممن يصغرونهم بعام.
وثالث نظرية هي نظرية هِيب الفسيولوجية والتخلف الفكري: وتفترض أن للذكاء مستوًى حسيًّا انعكاسيًّا يصدر عن الاتصال المباشر والمساحة الحسية، وآخر فكريًّا يصدر عن المساحة الترابطية. ورابع نظرية هي نظرية أليس وعلاقتها بالتخلف الفكري: وتعتمد على مفهومين: مسرب المثير (وهو مثير حادث ينتج عنه سلوك)، وتكامل الجهاز العصبي المرتبط بنسبة الذكاء. بينما خامس نظرية هي نظرية بياجيه | Piaget’s theory في النمو الفكري: التي تنقسم ثلاث مراحل: مرحلة حسية حركية، ومرحلة الذكاء المتصل بالمفاهيم والمدركات الكلية، ومرحلة التفكير الناضج. وسادس نظرية هي نظرية رُوتِر في التعلم الاجتماعي: وتستند إلى أساس يفترض أن احتمال حدوث سلوك معين من الفرد لا تحدده الأهداف والمحفزات فحسب، بل يتأثر أيضًا بواقع الفرد للحصول على الأهداف. والنظرية السابعة والأخيرة هي نظرية التحليل النفسي والتخلف الفكري: التي تستطيع تغيير بعض الظواهر الخاصة بنظام الشخصية المتصلة بالتخلف الفكري، وتقوم على فرضية أن التخلف الفكري يصاحبه بطء في معدل النمو الجسدي.
الفكرة من كتاب متلازمات الإعاقة الفكرية.. الأسباب – التشخيص – العلاج
أصبحت الإعاقات الفكرية اليوم مشكلة حتمية لا يمكن إهمالها، لأن مصابيها -رغم كل شيء- بشر ولهم حق التعايش، لذلك لا بد من توعية العالم باختلافهم وضرورة احترامه، ولا يكون هذا إلا بفهم ميكانيكية الإعاقة والطريقة التي تؤثر بها في الصحة والتفكير والسلوك، فيتضح المبهم، ويغدو اللغز مفسرًا، والإجابات منطقية بلا تماهي.
مؤلف كتاب متلازمات الإعاقة الفكرية.. الأسباب – التشخيص – العلاج
عفاف إسماعيل خير الله: أستاذة مساعدة في علم النفس وطبيبة مختصة في المجالات النفسية والفكرية، لها مقالات شهيرة في مجلة الإرشاد النفسي، من أهم أعمالها:
مهارات السلوك التكيفي.
علم نفس النمو لذوي الاحتياجات الخاصة.