نظرة وراء الأسوار.. “الأخ الأكبر يراقبك”
نظرة وراء الأسوار.. “الأخ الأكبر يراقبك”
اتضح مؤخرًا أن الأمر كان أكبر من كلمات مرور وصور للمنازل، لكن جوجل انخرطت أيضًا في أعمال تجسسية وبرامج مراقبة تُشارك فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية في اختراق حسابات المستهدفين والتنصت على جميع بياناتهم واتصالاتهم ومحادثاتهم، قد لا يبدو هذا الأمر غريبًا بالنسبة إلى جهاز الاستخبارات الأمريكية، لكن أصر الخبراء منذ البداية أن الوكالة لا يمكنها تنفيذ هذه الاختراقات من دون مساعدة إحدى شركات الويب العملاقة، ولم يتأخر القادة في نفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا في أية مناسبة استدعت هذه الحوادث، غير أن التسريبات اللاحقة لم تدع لعملاق الويب وقادته أية وسيلة للمناورة، إذ وصفتهم بـ”أقطاب الصناعة العسكرية”، وكان يجب على جوجل إذا أرادت الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه أن تضحي بعلاقاتها مع السلطات الأمريكية، وأن تستغل الزلة الاستخباراتية التي كشفت عن نجاح الوكالة في التسلل إلى مراكز بياناتها، لتتحول جوجل من الدفاع والإنكار إلى الهجوم وتتخفى في صف الضحايا.
هنا يظهر التساؤل المشهور عن فائدة معلوماتنا العديمة الجدوى، فماذا ستستفيد جوجل من سرقة بياناتنا نحن العامة؟ لكن يبدو جليًّا أننا قد أفرطنا الثقة بالويب بشكل عام، فعلينا استيعاب أن سفاسف الأمور والبيانات التي نعطيها لجوجل وغيرها بسخاء، يمكن بكل سهولة أن تدل علينا بدقة متناهية، وهناك عديد من السوابق لأشخاص ظنوا أيضًا أن كل هذا ما زال من قبيل الخيال العلمي، نحن تحت مراقبة جوجل في كل وقت، ولا توجد أية تقنيات تشفير تضمن السرية التامة، ما زال علينا أن ننتهج الأساليب الملتوية، فمن الجنون التعامل مع هذه الشركات بأخلاقية.
الفكرة من كتاب ملف غوغل
عند الحديث عن الشركات الأمريكية العملاقة، فلا داعي لذكر هيمنتها على القطاعات التي تعمل بها، لكن تأتي جوجل في مقدمة هذه الشركات بهيمنة مطلقة على بترول العصر الحديث، فلم يتوقف الأمر عند جمع البيانات وتصنيفها فقط، لكن قدرة جوجل على إزاحة منافسيها والإفلات من الرقابة والمحاسبة أصبحت واضحة، لقد أصبح محرك البحث إمبراطورية لا يغيب عنها شيء.
تلك الرومانسية التي رافقت جوجل في البدايات رضخت لقوانين السوق في النهاية، لكن المؤسسين لم يخفوا عنا أية نيات، لقد قالوا إن بغيتهم تغيير العالم، ولم نهتم بالسؤال كيف سيغيرونه، يوضح الكتاب إلى أي مدًى أصبحت جوجل نافذة ومطلعة على حياتنا اليومية، وتأثيرها في السياسة الأمريكية العالمية، إن جميع إنجازات ومنتجات العصر الرقمي تضعنا أمام خيار الرفاهة وتلبية الاحتياجات، مقابل تحويلنا إلى بشر زجاجيين لا يسترهم شيء.
مؤلف كتاب ملف غوغل
تورستن فريكه: وُلد عام 1963م، وتخرج في قسم الصحافة بجامعة ميونخ في ألمانيا، عمل نائبًا لرئيس تحرير صحيفة “Die Abendzeitung”، وكان الناطق الرسمي لشبكة Premiere ثم لشبكة Sky.
أولريش نوفاك: وُلد عام 1961م، درس الأدب الألماني وعمل محررًا وخبير تسويق لعديد من وسائل الإعلام، كما عمل استشاريًّا للعلاقات العامة في عديد من الشركات.
معلومات عن المترجم:
عدنان عباس علي: باحث ومترجم، وُلد بالعراق عام 1942م، وحصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة فرانكفورت عام 1975م، عمل أستاذًا في عديد من الجامعات العربية، من مؤلفاته:
تاريخ الفكر الاقتصادي.
التحليل الاقتصادي بين الكنزيين والنقديين.
ومن ترجماته:
صندوق النقد الدولي: قوة عظمى في الساحة العالمية.
نهاية عصر العولمة.
الرخاء المفقر.