نظرة مختلفة
نظرة مختلفة
تتشابه ظروف الناس الحياتية إلا إن طريقة تعاملهم معها هي التي تجعلها مختلفة وذات أثر إيجابي أو سلبي، فمثًلا معظم شعوبنا العربية تستعد لانتظار قطار الموت منذ أن تبلغ الخمسين من عمرها “وربما من قبل ذلك!”، فتُوقُّف كل أجهزتها الحركية والنفسية استعدادًا لاستقباله وتنطفئ فيها الحياة والصحة شيئًا فشيئًا وتسيطر عليها هالة من الخمول والانطفاء وعلى من حولها أيضًا، فيصبح الجميع صغارًا وكبارًا في حالة تأهُّب واستعداد للضيف المُنتَظر.
عند شعوب أخرى الأمر ليس كذلك إطلاقًا، فالحياة بالنسبة لهم فرصة يستغلون كل دقيقة فيها للعمل والسعادة، فتصفِّف إحداهن شعرها وتجدُّده وهي في عمر الثمانين، ويستمر أحدهم في الاطلاع والتعلم والعمل وهو في عمر السبعين، ويقول رجل الأعمال السنغافوري البالغ من العمر 83 عامًا: “أنا لا أخاف من الموت، سيحملني يومًا ما عاجلًا أم آجلًا لكن لماذا أناديه قبل أوانه؟”، وعِوضًا عن ذلك يستمتع باللعب مع أبنائه كرة السلة أو بالطهو لهم!
عندما يكبر آباؤنا أو أجدادنا يتوقَّفون عن العمل وتنعدم لديهم الرغبة في التغيير والتعلم والحركة فتجتاحهم الأمراض شيئًا فشيئًا ويدخلون في صراع مع الأدوية ولا يساعدون أنفسهم من الخروج من تلك الدوامة بعمل أشياء يحبونها أو بالرياضة والحركة أو بالتسلية والتغيير، ما يحصل في الكبر ثقافة تتربَّى عليها الأجيال وترى مصيرها من خلال رؤيتها لمن حولها، فإذا أردنا ألا نكون مثلهم، فلننظر إلى أمثالهم من الغرب ولنأخذ منهم طريقتهم في التعامل مع الحياة وفق ما يناسبنا، حتى إذا بلغنا من الكبر عتيًّا كان لدينا شيء من الصحة والوعي وقدرة على العمل والإنجاز والتغيير للأفضل لأن ذلك كله لا علاقة له بعمر أو زمان محدَّد!
الفكرة من كتاب كِخَّة يا بابا
خلال سنوات عديدة قضاها الكاتب في السفر وفي الدراسة خارج المملكة، وعن طريق مقارناته
وكتاباته اليومية الخاصة خلال تلك الفترة يسلِّط الضوء على أبرز القضايا الاجتماعية التي تميَّزت فيها بلاد وجنسيات أخرى مختلفة عن المجتمع السعودي، وذلك من خلال أسلوب نقدي محاولًا الوصول إلى أصل المشكلة، مع تذييل مقالاته في النهاية بتعليقه الخاص أو بتقديم نصيحة عامة أو حلول مقترحة.
مؤلف كتاب كِخَّة يا بابا
عبدالله المغلوث: كاتب أسبوعي في جريدة الوطن حصل على ماجستير في تقنية المعلومات بكالوريوس في التسويق والإعلام من خلال دراسته في جامعات أمريكا وعمل في العديد من الصحف والمجلات السعودية، وله عدة مؤلفات:
الصندوق الأسود: حكايات مثقفين سعوديين.
مضاد حيوي لليأس: قصص نجاح سعودية.
أرامكويون: من نهر الهان إلى سهول لومبارديا.