نظرة على سلبيات اللغة العالمية
نظرة على سلبيات اللغة العالمية
تثير مسألة تحيز اللغة الإنجليزية تخوفًا من تفاقمها، فإن الباحثين غير المتحدثين بالإنجليزية أو ضعيفي المستوى يواجهون صعوبة في الحصول على المنح الوطنية والدولية، بالإضافة إلى أن تهميش اللغات المحلية الأقل مساهمة في البحث العلمي من الممكن أن يقلل من إنتاجية العلماء، ومن ثم يخسر المجتمع الدولي مشاركتهم، وتحاول مؤسسة تومسن رويترز معالجة هذه المسألة من خلال حفظ العلم المحلي ومشاركته مع المجتمع العالمي، فقد بدأت منذ العام 2005 في توسيع عدد مجلاتها غير الإنجليزية في قاعدة البيانات.
يربط البعض خسارة اللغات المحلية بسيطرة اللغة الإنجليزية على العلم، غير أن اللغة الإنجليزية لا تدفع اللغات المحلية إلى الهلاك، وإنما تنتهي اللغة حينما تفقد القدرة على إشباع الحاجات اللغوية لناطقيها، وقد حاول عدد من القبائل إنقاذ لغاتهم عن طريق توثيقها في قواميس تابعة للجامعات الأمريكية.
وعلى الرغم من أن اللغة الإنجليزية ليس لها دور في موت اللغات المحلية، فقد تؤثر في التنوع اللغوي للمجال العلمي، إذ تصاغ المفردات العلمية الجديدة بالإنجليزية بشكل مستمر ولدى متحدثي اللغات الأخرى خيار ترجمتها عن الإنجليزية، أو البحث عن مكافئ لها في لغتهم الخاصة، أو التعبير عنها بالإنجليزية، وبذلك تنمحي لغتهم من المجال العلمي.
تنوعت اللغة الإنجليزية العالمية إلى تنوعات مختلفة عن الإنجليزية الأصلية، وتختلف هذه التنوعات بعضها عن بعض في الألفاظ والمفردات والقواعد النحوية، وتتضمن أدوات مفقودة وعلامات ترقيم عشوائية كان المحررون يعدلونها في السابق حتى تتفق مع معايير الإنجليزية الأصلية، إلا أن هذا لم يعد ممكنًا بسبب حجم المنشورات البحثية الحالية ومقدار التكلفة المادية اللازمة لهذه العملية.
مع أن إيجابيات الإنجليزية العالمية في النهاية أهم من سلبياتها، لا يمكن إنكار أنها تمثل مخاوف منطقية لما يمكن أن تتطور عليه اللغة في المستقبل، كيف يمكن لها أن تتطور؟ لا مكان أفضل لتوقع المستقبل من الماضي.
الفكرة من كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
قديمًا كانت المؤتمرات العلمية الدولية تكتظ بأنبغ العقول وألمعها، ومع ذلك كانت تُعقد الألسنة ولا تُحل إلا بوجود المترجمين، فقد كان وجود المترجمين في المؤتمرات والاجتماعات البحثية ضرورة بالغة تتساوى في أهميتها مع وجود العلماء والباحثين أنفسهم، وقد تغالبها في بعض الأحيان، أما الآن فمن الممكن أن يجتمع عالم من الصين وآخر من الأرجنتين مع باحث مصري وآخر ألماني ويتناقشون معًا بكل سهولة، ويشاركون إنتاجهم البحثي والفكري، ويتعاونون لإنتاج المزيد، وكل هذا من خلال لسانٍ أجنبي واحد يوحدهم. وبالنظر إلى الماضي، فقد تقدم العلم بالفعل بشكل سريع لا يمكن تصوره، حتى إنه خلق عالمًا جديدًا من خلال لغة واحدة تجمع العالم، وهذه اللغة هي الإنجليزية.
مؤلف كتاب هل يحتاج العلم إلى لغة عالمية؟ اللغة الإنجليزية ومستقبل البحث العلمي
سكوت ل. مونتغمري :عالم جيولوجي استشاري، وأستاذ في مدرسة جاكسون للدراسات الدولية في جامعة واشنطن، مترجم علمي وناشر مستمر في مجلة فوربس عن علم الجيولوجيا والتغير المناخي وتاريخ العلوم واللغة والاتصال.
من أهم كتبه:
القوى الكائنة: الطاقة العالمية للقرن الواحد والعشرين وما بعده.
العلم في الترجمة: حركة المعرفة عبر الثقافات والزمن.
معلومات عن المترجم:
فؤاد عبد المطلب
عميد سابق لكلية الآداب في جامعة جرش بالأردن، ويعمل حاليًّا أستاذًا بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة، وعميدًا للبحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة نفسها، حصل على دكتوراه في الفلسفة في الأدب الإنجليزي من جامعة إسكس ببريطانيا، وهو عضو حالي في اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ورابطة الكتاب الأردنيين، وقد شارك في عدد من المؤتمرات العلمية المحلية والدولية، ونُشر له عديد من الأبحاث والمقالات والكتب المؤلفة والمترجمة، منها:
جيفرسون والقرآن: الإسلام والآباء المؤسسون، لدينيس أ. سبيلبرج.
الفكر العربي بعد العصر الليبرالي.. نحو تاريخ فكري للنهضة، لدجنس هانسن وماكس وايس.د