نظرة داخل الخلية
نظرة داخل الخلية
يمتلئ غشاء الخلية بالسيتوبلازم الذي تسبح فيه مجموعة متنوعة من العُضيات، وأكبر هذه العضيات وأنشطها: النواة التي تحتفظ في داخلها بالمادة الوراثية للخلية، وفيها نويَّة أو أكثر تقوم بإنتاج الريبوسومات وهي عضيات ذات دور حيوي في تخليق البروتين، واكتشف أنتوني ليفنهوك النواةَ أواخر القرن السابع عشر، وأسدل واطسون وكريك الستار عن أهم مكوِّنات النواة؛ الحمض النووي ووصفا تركيبه، والنواة في تفاعل مستمر مع السيتوبلازم والعضيات الأخرى بواسطة غشائها الذي تخترقه مسام تمسح بمرور الأشياء منها وإليها.
تحتوي الخلية الحيوانية عادةً نحو ألفٍ من الميتوكوندريا (المصورات الحيوية)، وهي تقوم بتوفير الطاقة عن طريق الفسفرة التأكسدية للجلوكوز، بينما تقوم البلاستيدات في الخلية النباتية بإنتاج الطاقة بعملية التمثيل الضوئي في أغشية تُسمى بالثايلاكويدات، وتشبه الليسوسومات المعدة لأنها تفرز إنزيمات محللة لهضم المواد الغذائية، وتسهم كذلك في القضاء على الميكروبات الدخيلة والأجسام الضارة وإذابة الفضلات.
تشارك البيروكسسومات في أكسدة الدهون، وصناعة إنزيمات مهمة مثل تلك المسؤولة عن تكوين الصفراء في خلايا الكبد، أما تخليق البروتين فيتم بواسطة الريبوسومات على أغشية الشبكة الإندوبلازمية بنوعيها الخشن (أو المحبب بالريبوسومات) والأملس (غير المحبب)، وبعد تخليق البروتين يتجمَّع في أجسام چولجي، وهي حويصلات توزِّع البروتين عبر الخلايا ويندمج فيها البروتين مع مواد أخرى كالسكريات والدهون.
تختصُّ حقيقيات النواة بوجود هيكل يمثل دعامة للخلية ولكنه ليس كالهيكل العظمي في أجسادنا، بل يتسم بالديناميكية والمرونة العالية، فيمكن للخلية أن تُغيِّر شكلها وتتحرَّك من مكانها عبر الأنسجة الصلبة استجابة للإشارات الخارجية والتغيرات المحيطة، ويمكن كذلك أن تسافر مسافات بعيدة عبر الدم، ومرونة الهيكل الخلوي سمة ضرورية لفصل الكروموسومات وإتمام عملية الانقسام، ويتكوَّن الهيكل من أُنيبيبات بروتينية دقيقة تُسمَّى التيوبولن، وخيوط وسيطة من بروتينات مشابهة، وخيوط دقيقة من بروتين أصغر هو الأكتين، وكل هذه البروتينات ترتبط مع بروتينات أخرى لمساعدتها على أداء وظائفها.
الفكرة من كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
الخلايا هي اللبنة الأساسية المكوِّنة لأجسام الكائنات الحية، ولكنها ليست كيانات مصمتة تتراص جنبًا إلى جنب، بل هي نظام عجيب يجري فيه الكثير من الأحداث المثيرة والباهرة.. فممَّ تتركَّب الخلايا؟ وكيف تعمل؟ وهل تجارب العلاج الخلوي يمكن أن يقفز بها الأطباء من زراعة الأعضاء إلى زراعة الأنسجة والخلايا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية من قَبيل علاج المثْل بالمثْل كعلاج أمراض الكبد بخلايا كبدية، كما عبَّر أحد الأطباء؟ يحاول هذا الكتاب المكثَّف وضع إجابات مفتاحية لتلك الأسئلة.
مؤلف كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
– تيرينس آلن Terence Allen: عضو الجمعية البريطانية لعلم الأحياء الخلوي، وجمعية الكيمياء الحيوية والجمعية الملكية للدراسات المجهرية، له أكثر من مائتي ورقة بحثية في مختلف المجلَّات الأكاديمية.
من مؤلفاته:
Microscopy.. Very short introduction.
– جراهام كاولينج Graham Cowling: أستاذ دراسات عليا للطلاب المتخصصين في أبحاث السرطان في كلية الطب بجامعة مانشستر، وكان يعمل قبلها متخصصًا في علم الأحياء الجزيئي في المختبرات الصناعية والأكاديمية، وألَّف عددًا من الأوراق البحثية.