نظرة ابن سينا في خلق العالم
نظرة ابن سينا في خلق العالم
تنبني نظرة ابن سينا في خلق العالم والإلهيات على أنه يرى أن العالم معلول أزلي بأزلية علته وهو موجود منذ وجودها ولا يمكن أن يتأخر عنها مطلقًا، ولو أننا فرضنا هذا الإمكان لتخلف المعلول عن علته المستوفية الشروط، وهذا محال، وللزم نشوء هذا المعلول عن علة أخرى تحتل مكان الأولى ويكون لها فضل ترجيح كفة الوجود على كفة العدم، وقد وجه الإمام الغزالي النقد إلى نظرية الفارابي وابن سينا في مقولته “العالم مخلوق لله مع كونه صادرًا عنه صدور المعلول عن علته”.
ويرى ابن سينا أن وسيلة المعرفة هي الحواس والعقل، ويقسم المعرفة إلى ثلاثة أقسام: (معرفة المبادئ الأولى ومعرفة جواهر المعقولات ومعرفة المستقبل)، والأخلاق عند ابن سينا: “الخير” هو ما حسَّنه العقل والشر ما قبَّحه العقل، والعقل إذا تهذَّب وارتقى استطاع أن يحول الشر الظاهر إلى خير لأن الشر الحقيقي غير موجود، وأن كل شر في الوجود هو خير في ذاته يحوله سوء التصرف بواسطة المادة إلى شر والجانب الأفلاطوني من أخلاقه حين يقرر أن الاهتمام الذي يختص به الله الاختيار هو إحدى وسائل المعرفة البشرية.
الفكرة من كتاب الإسلام والفلسفة
الفكر الفلسفي هو فكر امتدادي على مر العصور، لا يمكن القول إنه طفرة ظهرت في قوم واندثرت عند آخرين، لكن الأمر منذ بدايته عند العرب كان مقتصرًا على تحصيل المعاش، وجلب القوت، لم تشغله التساؤلات حول حقيقة الكون وأسراره، الأمر لم يكن لسبب ضيق الأفق أو عجزهم الفكري، وإنما في حقيقة الأمر هو انشغال فقط وحتى أخلاقهم كانت غليظة وقاسية كلها حياة بربرية، ودياناتهم كلها وثنية ساذجة جافة لا روح فيها ولا حياة، حتى العبادة فيها ليس لها نسق وهو أمر لا يستسيغه عقل ولا يؤيده منطق أو ذوق سليم.
مؤلف كتاب الإسلام والفلسفة
الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر المولود في أوائل القرن العشرين، واسع الاطلاع في جميع الفنون بصيرًا كل البصر –على الرغم مما لحق ببصره من علة– متقنًا لعلوم الأزهر التراثية، له مؤلفات عدة منها: “الفلسفة الشرقية”، و”الفلسفة الإغريقية” (جزآن)، و”مشكلة الألوهية”، و”فلسفة الإسلام في الغرب”، و”المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة”، و”الفلسفة المسيحية في الشرق والغرب”، كما ترجم كتاب “الفلسفة التجريبية وتيارات الفكر الفلسفي الفرنسي وتاريخ الفلسفة” لإيميل بُرهيمة.