نظام البلوك تشين والعملات الافتراضية
نظام البلوك تشين والعملات الافتراضية
تمثل تقنيات قواعد البيانات التقليدية عديدًا من التحديات لتسجيل المعاملات المالية، فوجود وسيط موثوق به للإشراف على المعاملات والتحقق منها -سواء كان بنكًا أو شهرًا عقاريًّا أو وزارة حكومية- لا يؤدي إلى تعقيد المعاملة فحسب، بل ستكون تلك السلطة المركزية بمنزلة نقطة ضعف، إذا اختُرِقَت قد يعاني كلا الطرفين.
لذا ظهر جيل جديد من الإنترنت عمل على التخفيف من مثل هذه المشكلات من خلال إنشاء نظام لا مركزي يُسمى “بلوك تشين Blockchain”، لا يحتاج إلى وسيط، بل يكون الوسيط في هذه الحالة ملايين من أجهزة الحواسيب المتصلة بالسلسلة تنتقل بينها المعاملة بأمان وموثوقية حتى تصل إلى الطرف المعني.
إن الأساس الذي يقوم عليه نظام البلوك تشين يعمل وفقًا لثلاثة مبادئ أساسية: أولها السجل المفتوح Open Ledger، وما يعنيه ذلك أن جميع المعلومات الموجودة بخصوص ممتلكات الأفراد متاحة ليراها جميع من في السلسلة دون الكشف عن هوية صاحب الحساب، وهذا يفيد في حالة التأكد من امتلاك الفرد للمبلغ الذي تقوم المعاملة على أساسه، ولكن المشكلة تكمن في إمكانية معرفة معلومات شخصية عن بعض الأفراد وتتبعهم للقيام بعمل إجرامي ضدهم.
ثاني تلك المبادئ، قاعدة البيانات الموزعة Distributed Database، إذ توزع السلسلة بين جميع أجهزة الأفراد المشتركين حول العالم، ولا يمكن أن تتم العملية إلا إذا قام أحد المشتركين في السلسلة بعملية “التنقيب Mining”، وهو المبدأ الثالث من مبادئ البلوك تشين، للتحقق من المعاملات الجديدة على سلاسل الكتلة وتأمينها، وفي مقابل المساهمة بقدرات الكمبيوتر، يُكافأ الجهاز بنسبة من عملية التحويل.
وتتميز العملات الافتراضية كالبتكوين بأنها لا مركزية، ولا تخضع لسيطرة الدولة بأي شكل، ولكن بما أنها تعد نظيرًا لأنظمة البنوك المركزية، فهي تؤثر في مستويات العرض والطلب للعُملات، مما قد يؤدي إلى التضخم أو انخفاض القيمة الشرائية لعملة معينة.
وعلى الرغم من جميع المميزات التي تقدمها العملات الافتراضية، فإنها أصبحت العملة الرئيسة المستخدمة في العمليات المشبوهة، كما تُستخدم لشراء الأسلحة والمتفجرات من خلال الإنترنت المظلم.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.