نصائح للراحة
نصائح للراحة
إننا حين نقرِّر ممارسة التأمل والاستجابة للاسترخاء يتحتَّم علينا أن نكون في محيط هادئ ونجد شيئًا لنتمعَّن فيه، مثل كلمات أو صوت أو حتى أن نحدِّق في شيء معيَّن، لكي نساعد الذهن على الصفاء أيضًا علينا أن نُفرغ العقل من كل الأفكار والملهيات، وهذا هو العنصر الأساسي في عملية التأمل، ويُسمَّى “الموقف السلبي”، كما أن من الضروري أخذ وضعية مريحة لمدة عشرين دقيقة تقريبًا.
إن الاستجابة للاسترخاء تقلِّل من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي المصاحب لاستجابة المواجهة أو الهروب، كما أن ممارسة الاسترخاء بشكل دوري ومنتظم تسهم في خفض ضغط الدم، مع العلم أنه لا ينبغي لأي شخص معالجة نفسه من ارتفاع ضغط الدم باستحثاث الاسترخاء، وإنما يفعل ذلك تحت إشراف طبيبه المختص الذي سيضع له روتينًا معينًا حسب حالته، فالاستخدام الأشمل لاستجابة الاسترخاء يتمثَّل في الوقاية من فرط التوتر، وهي تسهم في تخفيف حالات القلق وعدم انتظام ضربات القلب، وتساعد بعض الأشخاص في خفض استعمال العقاقير المخدِّرة، بل وربما يتوقفون كليًّا عن استعمال العقاقير المخدِّرة إذا رغبوا في ذلك رغبة حقيقية.
وعليك أن تتذكَّر خلال ممارستك للتأمل المتسامي بأنه لو قفزت إلى ذهنك الأفكار الملهية فلا بد أن تهملها ولاينبغي أن تقلق بشأنها، لأن هذا قد يمنع استجابة الاسترخاء من الحدوث.
وتتفاوت مشاعر الناس إثر الاسترخاء، فيشعر البعض بالسكينة والراحة، ويشعر آخرون بالابتهاج أو السرور والانتعاش.
والاستجابة للاسترخاء تُعد استجابة فطرية بداخلنا وبإمكان أي فرد تطبيقها، والأفضل أن يكون ذلك بانتظام، بل إن البعض يستخدمون هذه العملية قبل النوم لكي يستغنوا عن حبوبهم المنوِّمة أو لتساعدهم هذه العملية على الاستغراق في النوم.
وقد ذكرت سيدة كانت تعاني فرط التوتر المعتدل لها تاريخ عائلي قوي في ذلك، أن استجابة الاسترخاء أسهمت في خفض ضغط دمها وأحدثت تغيرات في أسلوب حياتها وشخصيتها وجعلتها أكثر هدوءًا وتقبلًا وصبرًا.
لذا.. أنتَ كذلك من المهم أن تسمح لجسدك أن يبلغ حدًّا متوازنًا، لتتعامل مع المواقف بطريقة فعَّالة ومُعالجة.
الفكرة من كتاب فنُّ الاسترخاء
قد يبدو مصطلح الاسترخاء غريبًا علينا في هذه الأيام، ليس لأننا نجهل معناه، بل لأنه بالفعل أصبح شيئًا صعب المنال، ومع ذلك لا بد أن يكون الإنسان حريصًا على أن ينال قدرًا من الراحة في ظل مشكلات الحياة والضغوطات المختلفة، وعن هذا الموضوع يدور هذا الكتاب الذي بين أيدينا
مؤلف كتاب فنُّ الاسترخاء
هربرت بنسون: ولد في 1935 في الولايات المتحدة ، وهو طبيب قلب أمريكي، ومؤسس معهد طب العقل والجسم في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، وعضو مؤسس في المعهد الأمريكي للإجهاد، وقد أسهم بأكثر من 190 مطبوعة علمية و12 كتابًا.
من أبرز مؤلفاته: “ثورة الراحة“، و”تأثير العقل والجسم“، و”اهتم لقلبك“.
معلومات عن المترجمة:
رفيف كامل غدار: مُترجمة لعدة كُتب أجنبية، من ضمنها الكتاب الشهير لأوليفر ساكس “الرجل الذي حسب زوجته قبَّعة”، و”دليل المتزوجين والمقبلين على الزواج” لهارييت ليرنر، و”علم الفراسة” لروز روزتري.