نشأة وطفولة هيلين
نشأة وطفولة هيلين
كأي طفلة طبيعية ولدت هيلين بولاية ألاباما جنوب الولايات المتحدة في السابع من يونيو عام١٨٨٠، في أسرة من الطبقة المتوسطة لأب كان يعمل كاتبًا ومحررًا صحفيًّا، عاشت عامها الأول كأي طفلة في عمرها تتمتَّع بصحة جيدة، بدت عليها أمارات الذكاء منذ الصغر، وعندما بلغ عمرها تسعة عشر شهرًا أصيبت بمرض الحمى القرمزية، الذي فقدت على أثره حاستي السمع والبصر كما فقدت قدرتها على النطق، ومنذ ذلك الوقت وحتى سن السادسة يطوفون بها على الأطباء دون جدوى، وأصبحت هيلين أسيرة في عالم من الظلام والسكون، وشيئًا فشيئًا اعتادت تلك الحياة وتأقلمت قليلًا معها، ظلت محل رعاية أسرتها التي منحتها الحرية في نطاق المنزل، فكانت تتحسَّس بيديها كل شيء وتستشعر حركته، ومن هنا أمكنها أن تتعلم الكثير من الأشياء، فتعلمت بعض الإشارات البسيطة مثل طأطأة الرأس دلالة على القبول والجذبة باليد التي تعني “تعال”، وهزها دلالة على الرفض، وغيرها من الإشارات البسيطة التي استخدمتها في تواصلها المحدود مع الآخرين، وجعلتها والدتها تتعلم وتفعل بعض الأشياء الأخرى مثل طي الملابس ووضعها في أماكنها، ومع ذلك كانت كثيرًا ما تتصرَّف بطريقة شاذة بسببها تندفع في الصراخ والرفس كلما حاول أحد أن يحول بينها وبين ما تريد.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.