نشأة مدينة عنيزة
نشأة مدينة عنيزة
عنيزة مدينة نجدية، تقع في منطقة القصيم، أقيمت فيها بعض المستوطنات الزراعية الصغيرة، وكانت هذه المستوطنات تتكون من أسرة واحدة كبيرة، يحيط بها سور، وتفصلها عن باقي المستوطنات مساحة كبيرة، ومع مرور الوقت تطورت المستوطنات واتسعت وأصبح بداخل كل مستوطنة مسجد وسوق، وقد أدى التنافس بين الأسواق إلى حدوث نزاعات وحروب بين المستوطنات، فقد كان الإنتاج الزراعي ينخفض في فترات النزاع، ويزدهر في فترات الهدوء النسبي، وقد صاحبت هذا الازدهار زيادة في عدد السكان، مما أدى إلى بناء بيوت جديدة على الأراضي الزراعية، ونقل الزراعة إلى خارج أسوار المستوطنة، وظلت المستوطنات تتوسع حتى انضم بعضها إلى بعض لتكون مدينة في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، وأصبح هناك سور واحد يضمها جميعًا.
وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، انتهى الخلاف بين قبيلتين كانتا تتنازعان للسيطرة على المدينة والقرى المجاورة لها، وهما قبيلتا بني خالد والسبيع، إذ أصبحت المدينة تحت قيادة رجال قبيلة السبيع، وكانت السلطة في عنيزة تتألف من أمير وقاضٍ، كان الأمير يجلس في مكان في السوق يُدعى المجلس، وكان مسؤولًا عن فض النزاعات، وإذا لم يصل إلى تسوية يرسل القضية إلى القاضي الذي يتخذ مكانه في المسجد الكبير المواجه للمجلس، كما كان مسؤولًا عن جمع الإتاوات السنوية من السكان، وإنفاقها في الخدمات العامة، والدفاع عن المجتمع في وقت الحرب، وكانت سلطته مدعومة من فرقة محاربة.
كما كانت له حاشية من العبيد، لكن هذا لم يمنع ظهور فترات من التنافس على السلطة بين الأسر المنتمية إلى قبائل مختلفة، ولكنها كانت صراعات قليلة وقصيرة الأمد، إذا قورنت بالخطر الذي شكله البدو الذين يسيطرون على المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة، إذ تطلب مرور القوافل التجارية بأمان عمل تحالفات مع قبائل البدو، وكانت هذه التحالفات تتغير باستمرار وبشكل مفاجئ، وما كان يقلل من احتمالات نشوب نزاع بين البدو وأهل المدينة هو تبادل السلع، إذ كان البدو يحصلون على المنتجات الزراعية والحرفية التي ينتجها أهل المدينة مقابل الحيوانات والمنتجات الحيوانية مثل السمن والجبن.
الفكرة من كتاب عنيزة: التنمية والتغيير في مدينة نجدية عربية
عند ذكر تاريخ المملكة العربية السعودية تتبادر إلى الذهن مساحة شاسعة من الصحراء، تفتقر إلى أي نوع من أنواع التنظيم الاجتماعي والسياسي، وينقسم سكانها إلى قبائل ترعى الإبل والأغنام، أي مجتمع لم يعرف حياة الحضر حتى ظهور النفط، ولكن هذا مفهوم خاطئ، فالحياة البدوية تُعد عنصرًا واحدًا من عناصر المجتمع السعودي القديم، إذ كانت هناك مدن مستقرة تعتمد على الزراعة والإنتاج الحرفي والتجارة، منها مدينة عنيزة، التي سنتعرف إلى مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها قديمًا، كما سنتتبع التحولات التي شهدتها المدينة بعد قيام الدولة الجديدة.
مؤلف كتاب عنيزة: التنمية والتغيير في مدينة نجدية عربية
دونالد كول: أستاذ فخري في الأنثروبولوجيا في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصل على درجة البكالوريوس من جامعة تكساس في عام 1963م، ثُمَّ حصل على درجة الماجستير في عام 1968م، ثُمَّ درجة الدكتوراه في عام 1971م من جامعة كاليفورنيا، انضم إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1971م، وأجرى أبحاثًا ميدانية واسعة النطاق في المملكة العربية السعودية ومصر، صدرت له عِدَّة مؤلفات، منها:
أهل مطروح: البدو والمستوطنون والذين يقضون العطلات.
الطريق إلى الإسلام: من تكساس إلى المملكة العربية السعودية ومصر.
معلومات عن المترجمين:
د. جَلَال أمِين: عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق بجامعة القاهرة في عام 1955م، ثُمَّ حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن، وفي عام 1965م شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، ثُمَّ عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية في عام 1974م، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في عام 1978م، وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 1979م، وله عِدَّة مؤلفات، منها:
خرافة التقدم والتأخر.
عولمة القهر: الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر.
ماذا حدث للمصريين؟ تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945 إلى 1995.
أ. أسْعَد حَلِيم: مُترجم، ترجم عِدَّة مؤلفات، منها:
الرؤيا الإبداعية.
روح الشعب الأسود.
الخيارات الذكية: دليل عملي لاتخاذ قرارات أفضل.