نشأة جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)
نشأة جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)
في يثرب، في بيت السيد السَّلَمِيِّ الخَزْرَجي عبد الله بن عمرو بن حرام، وُلد جابر لأبيه عبد الله وأمه أُنَيسة بنت عمرو بن عَنَمة، وكانت له سبع أو تسع أخوات. ولما بلغ جابر السادسة عشرة ذهب إلى مكة مع أبيه وجماعة من قومه الخزرج، ليُسلم عبد الله أبو جابر على يد كعب بن مالك (رضي الله عنه)، ويُبايع جابر وأبوه وأخواله رسولَ الله ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وكان جابر أصغر مَن في الوفد يومئذ، واختير أبوه عبد الله نقيبًا من النقباء الاثني عشر الذين وكلهم رسول الله ﷺ بالقيام على مصالح قومهم. ومضت الأيام، وهاجر النبي ﷺ إلى المدينة وبدأ بناء أساسات المجتمع، ومنها بناء المسجد النبوي والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكذلك أمرُ النبي بجمع النساء وأخذ البيعة عليهن إذ أرسل إليهن عمر بن الخطاب يُبايعهن، وكانت منهن أم جابر أُنَيسة.
ثم بدأ إنعاش المجتمع اقتصاديًّا والاستعداد لما يواجهه من أزمات، فكانت غزوة بدرٍ الكُبرى، وقاتل فيها عبد الله أبو جابر، لكنه لم يأذن لابنه الذي استخلفه على بناته، وحكى قائلًا: “غَزَوْتُ مع رَسولِ اللهِ ﷺ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً… لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا؛ مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عبدُ اللهِ يَومَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسولِ اللهِ ﷺ في غَزْوَةٍ قَطُّ”، ومع أنه لم يشارك في القتال فقد كان حاضرًا يومئذ يسقي الماء، إذ قال: “كنتُ أَميحُ أصحابي الماءَ يومَ بدرٍ” أي يملأ الدلو أسفل البئر، وفي رواية “أمْتَح” أي يسقي من أعلى البئر، كأنه يبذل كل ما عنده ليُرضي همته العالية بعدما مُنع من القتال، ويبدو أنه كان ذا خبرة في أمر الماء وسِقايته إذ شارك بذلك أيضًا في غزوة “بُواط” التي سبقت بدرًا استعدادًا لها.
الفكرة من كتاب جابر بن عبد الله – في ظلال التربية النبوية
كانت شخصية جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) واقعية حقيقية وربما بدت عادية، كانت فيه سمات جيل الصحابة الفريد من الإيمان، والتوازن في العبادة، والعلم الحي، والعمل الدؤوب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع هذا الكتاب نعرف حكايته ونرى ما حظي به من التربية النبوية.
مؤلف كتاب جابر بن عبد الله – في ظلال التربية النبوية
محمد حشمت: كاتبٌ ومحاضر، حصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على ماجستير العقيدة الإسلامية من كلية العلوم الإسلامية بجامعة ميديو في ماليزيا.
من مؤلفاته: “الخلاصة في علم مصطلح الحديث” وسلسلة “في ظلال التربية النبوية” التي تضم الكتاب الذي بين أيدينا و”حذيفة بن اليمان” و”كعب بن مالك” و”الرميصاء” و”فاطمة” و”خوَّات” رضي الله عنهم.