نشأة بلال بن رباح وسيرته
نشأة بلال بن رباح وسيرته
اجتمعت أغلب الأقوال على أن بلالًا كان من أبناء الحبشة المولِّدين، وقد كان نحيفًا طويلًا به بعض الانحناء، كما كان كثير الشعر خفيف العارضين، ولم يكن أفَطَس الأنف أو شعره متصوفًا كما عرف عن أوصاف الزنوج، مما يؤكد على أنه مولَّد من السلالتين السود والساميين، ويُرجَّح أنه وُلد في مكة أو السراة القريبة إلى اليمن والحبشة، وذلك قبل الهجرة بنحو ثلاثٍ وأربعين سنة.
ولبلال أخٌ يُدعى “خالد” وكنيته “أبو رويحة”، والأرجح أنه كان أخاه في الإسلام على سُنَّة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي سنَّها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقيل أيضًا إن له أختًا تُدعى “غفرة”، وقد نشأ بلالٌ بمكة في بني جمح بقريش، وبالمناسبة فقد نشأ في هذا المكان الصحابي “أبو محذورة”، وهو أحد الثلاثة الذين اختارهم النبي كمؤذِّنين له، مع بلال وعمرو بن أم كلثوم.
ولم يتأكَّد المؤرخون في معرفة سادة بلال، فقيل إنه كان عند أبناء لأبي جهل، وقيل إنه كان لأمية بن خلف، لكن الأكيد هو أن أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) هو من أعتقه وخلَّصه من تعذيبهم إياه لدخوله في الإسلام، واشتراه بثمن كبير قدره ما بين خمس أواقٍ من الذهب إلى تسع أواق.
ولقد أذن النبي الكريم لأصحابه الذي كان منهم بلال في الهجرة قبله إلى المدينة، والجدير بالذكر أن المدينة كانت أرض وباءٍ وحُمَّى، لكنها كانت أشد رحمةً من جيرة المشركين في أرض مكة، حتى أنه لما نزل الصدِّيق وعامر بن فهيرة وبلال في بيت واحد أُصيبوا بالوباء -الحمى أو الملاريا-.
الفكرة من كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
لكلِّ صحابيٍّ جليلٍ قصته في إسلامه التي جعلته رمزًا للمسلمين، لكن بلال (رضي الله عنه) كان أمره مختلفًا، ولعلَّ ما قد قوي به بعض الصحابة هو قبيلتهم التي لم تكن ترضى استباحة دمهم ولو تركوا الوثنية واتجهوا إلى الإسلام، لكن بلالًا لم يكن له أحد، بلى ولكن كان معه الواحد الأحد.
أراد العقاد أن يختلف هذا الكتاب عن سلسلة العبقريات، فخصَّصه لدراسة متعمِّقة في العنصرية وتاريخها وبشكل خاص الجنس الأسود “الزنجي”، وذلك قبل أن يبدأ في تاريخ هذا الصحابيِّ الجليل الذي صاحَبَ النبيَّ في كل خطوةٍ، وكانت آخر كلماته “غدًا نلقى الأحبة”.
مؤلف كتاب داعي السماء.. بلال بن رباح “مؤذن الرسول”
عباس محمود العقاد: هو أديب ومفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب بمصر، يُعتبر أحد أبرز كُتَّاب القرن العشرين في مصر، وأحد الموسوعيين الذين قرأوا في مختلف العلوم الإنسانية، كما أثرى المكتبة العربية بأكثر من مائة كتاب في مجالات متنوِّعة، ومن أهم مؤلفاته:
سلسلة العبقريات.
هتلر في الميزان.
التفكير فريضة إسلامية.