نشأة بربروس في “ميديلِّي”
نشأة بربروس في “ميديلِّي”
حين فتح السلطان العثماني محمد الفاتح جزيرة ميديلِّي، أعطى أوامره للأتراك بالاستيطان فيها، وكان من بين هؤلاء المستوطنين الأوائل والد “بربروس” الذي استقر على أرض إقطاع نظرًا لأنه كان من الفرسان السباهية الذين يتم تجنيدهم مقابل الاستفادة من أراضي الإقطاع، وقد تزوَّج الوالد من إحدى بنات هذه الجزيرة وأنجب منها أربعة إخوة هم إسحاق وعروج وخير الدين وإلياس.
ولقد عُرِف عن الإخوة حب كلٍّ منهم الشديد لإخوته، لكنهم اختلفوا في غايتهم بين الرغبة في الاستقرار أو ترك “ميديلّي”، إذ قرر عروج وأخوه بربروس المُضيَّ قدمًا فيما ولعا به؛ وهو ركوب البحر، وبالفعل اشترى كل منهما سفينة وانطلق كل منهما للتجارة، ولما توسَّعت التجارة قرر “عروج” الذهاب إلى أرض طرابلس الشام التي كانت مزدهرة بتجارتها، لكن حدث أن اعترضه فرسان جزيرة رودس ودخل معهم في معركة شديدة سقط على أثرها “إلياس”، وأُخذ عروج أسيرًا بعدما تم الاستيلاء على سفينته.
وصل الخبر إلى قلعة ميديلِّي، ومع الحزن الشديد على مقتل إلياس، قرَّر خير الدين أن يبحث عن سبيل لإنقاذ أخيه، وقد وضع الرودسيون عرُّوج في زنزانة تحت الأرض وظلوا يعذبونه، لكنه استطاع الهرب بعدما تم اقتياده إلى سفن الرودسيين للعمل، فألقى بنفسه في عرض البحر من السفينة التي كانت قريبة من ساحل أنطاليا التركية آنذاك، وظل يسبح حتى وصل إلى الساحل بسلام، ثم اتجه إلى ميديلِّي حيث قابل “علي رئيس” الذي كان يملك سفينة للتجارة، وقد كان على علم بشهرة عرُّوج، فاستضافه وأحسن معاملته وجعله قبطانًا على سفينته، وأرسل عروج إلى أخيه رسالة يشرح له فيها مغامراته ويطمئنه.
الفكرة من كتاب مذكرات خير الدين بربروس
في الوقت الذي علا فيه نجم دولة الإسبان التي أصبحت الأقوى في العالم باحتلال نصف أوروبا -ومنها الأندلس- واكتشاف العالم الجديد، جاء قائد بحري تركي ألبسها رداء الهزيمة وأذاق ملكها “كارلوس الخامس” مرَّ الهزيمة معلنًا سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط.
أقام دولةً في الجزائر فأصبح ملكًا لها رغم تبعيَّته لآل عثمان، وعيَّنه السلطان قائدًا عامًّا للقوات البحرية العثمانية، فجاب البحر المتوسط طولًا وعرضًا، وأزعج وأغار على موانئ العدو وأساطيله، هو ضمن أشهر قادة عثمانيين اهتموا بإغاثة الأندلسيين؛ هو خير الدين بربروس.
مؤلف كتاب مذكرات خير الدين بربروس
خير الدين بربروس، هو قائد القوات البحرية العثمانية وحاكم الجزائر وواليها العثماني، اسمه الحقيقي خضر بن يعقوب، أسَّس هو وأخوه عرُّوج دولة بالجزائر ثم انضما بها تحت كنف الدولة العثمانية، وعملا على بدء رحلات الجهاد البحري وإنقاذ عشرات الآلاف من الأندلسيين الذين استغاثوا بهما من الإسبان، وتُعدُّ معركة بروزة الشهيرة أكبر انتصاراته على الإطلاق.
معلومات عن المترجم:
محمد دراج، هو أستاذ جامعي في علم التاريخ الحديث بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة مرمرة بإسطنبول، وله عدة مؤلفات بجانب أعماله في الترجمة أبرزها كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر.