نشأة الولايات المتحدة الأمريكية
نشأة الولايات المتحدة الأمريكية
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية حتى القرن الثامن عشر دولة حضارية، بل كانت أرضًا مفتوحة لهجرات جماعية من شتى الدول الأوربية، خصوصًا فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، تمركزت في مستوطنات انتشرت في أمريكا الشمالية، وانصهرت جميعها في ثقافة واحدة شكّلت في ما بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
استحوذت بريطانيا على أغلب هذه المستوطنات، وأصبحت ملاذًا للمواطنين الإنجليز هربًا من الاضطهاد الديني الذي مارسته السلطة والكنيسة البريطانية على أتباع التيار الديني الكالفيني، وذلك لدعوتهم إلى فصل الدين عن السياسة مما هدّد نفوذهم، وبعد استقرارهم أسسوا العقيدة الطهرانية وهي مزيج من الديانة البروتستانتية والمبادئ الكالفينية، التي صاغت في ما بعد الشخصية الأمريكية.
ثم نما شعور الاستقلال لدى المستوطنين الإنجليز بسبب حكم بريطانيا الجائر، بدأ بحصولهم على حق التمثيل الحكومي الذي ساعد على انفصالهم تدريجيًّا عن الحكومة البريطانية. وبدأت حركة الاستقلال الأمريكي عندما أصدروا “وثيقة الاستقلال”، التي دعت إلى مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، وقاموا بتشكيل جيش أمريكي بقيادة جورج واشنطن، واشتعلت الحرب ضد البريطانيين، وانتهت بطرد الحكومات المعينة وقوات الاحتلال البريطاني، وحصول الأمريكيين على استقلالهم.
وفي عام ١٧٨٩م تم إقرار أول دستور وتعيين جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ثم تولى الكونجرس عملية تشكيل الحكومة وبناء الدولة سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. واجهت الدولة بعد ذلك انقسامات داخلية حادة بين الشمال والجنوب لتعارض مصالحهما الاقتصادية، فأدت إلى نشوب حرب أهلية انتهت بهزيمة الجنوب، ولكن الرئيس أندرو جونسون استطاع توحيد الشمال والجنوب بتطبيق مشروع لينكولن للمساواة بينهما.
الفكرة من كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
هذا الكتاب دراسة لظاهرة سياسية فريدة من نوعها، وهي ارتقاء أمريكا من مجتمع غير حضاري، نشأ من هجرات بشرية غير متجانسة فكريًّا أو حضاريًّا أو ثقافيًّا، إلى إمبراطورية وقوة عالمية ليس لها نظير. ويناقش الكتاب دور العقيدة الدينية للمؤسسين الأوائل في نشأة الفكر السياسي الأمريكي، كما يتناول تحليل النزعة البراغماتية للشخصية الأمريكية ومدى تأثيرها في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية. ويتتبع الكتاب التوسعات الأمريكية داخل القارة وخارجها في مسيرتها للهيمنة العالمية، والتحديات التي واجهتها، ومدى تأثير ذلك في صياغة العقيدة العسكرية الأمريكية لحماية أمنها القومي.
مؤلف كتاب الفكر السياسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية
الدكتور عبد القادر محمد فهمي: ولد عام 1951 في بغداد، عمل أستاذًا للعلاقات الدولية والاستراتيجية في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد، وهو عضو في الجمعية العربية للعلوم السياسية، وله العديد من البحوث والدراسات في مجال اختصاصه، منها:
“النظام السياسي الدولي: دراسة في الأصول النظرية والخصائص المعاصرة“.
“النظام الإقليمي الشرق أوسطي: الإشكاليات الفكرية والمنهجية“.
“الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية“.