نشأة الكواكبي وتعليمه
نشأة الكواكبي وتعليمه
ولد عبد الرحمن الكواكبي في منتصف القرن التاسع عشر في مدينة حلب في أسرة عريقة من أهل العلم والقضاء يتصل نسبها إلى الإمام علي بن أبي طالب (كرَّم الله وجهه)، وكان جده الشيخ محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي مفتيًا وعالمًا، وله مؤلفاته في الفقه وأصوله والمنطق والكلام، وأبوه كان من أهل القضاء والتدريس، وأخوه الأصغر مسعود أفندي عضوًا بالمجلس العلمي في دمشق.
وقد عانى الكواكبي فقدان الأم والاغتراب عن أسرته وهو دون العاشرة، حيث أودعه والده حضانة خالته بأنطاكية وأقام معها حتى سنة 1282هـ، وتعلَّم آنذاك التركية والفارسية، وعاد إلى أسرته في الشام ودخل المدرسة الكواكبية بمساعدة من أبيه ودرس فيها صفوة العلوم الدينية والأدبية، كما درس قوانين الدولة دراسة دقيقة، وكان محيطًا بها حتى يكاد يكون حافظًا لها، كما أن له انتقادًا على تلك القوانين يدلُّ على دقة نظره في علم الحقوق والشريعة، ولهذا عيَّنته الحكومة في لجنة امتحان المحامين، وقد عُرِف عنه همَّته العالية في المطالعة لمختلف العلوم والآداب بالعربية والتركية.
الفكرة من كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي واحدٌ من رواد التجديد والإصلاح كان سيفه هو قلمه وأفكاره، وشخصية نالت من الثقافة القديمة والحديثة قلَّ أن نجد لها نظيرًا بين كتَّاب عصره، شخصية حاربت الاستبداد والمستبدين زمنًا وعرَّفتنا بخطورة الحكم الاستبدادي وأثره في الأمة والأفراد ووضعت الحلول لمحاربته وهو عبد الرحمن الكواكبي..
في هذا الكتاب، يأخذنا العقاد في جولة ودراسة وافية يتتبَّع فيها قصة كفاح الكواكبي، حيث يعرِّفنا فيها بحياته والجو الذي نشأ فيه، والثقافة التي تلقَّاها وعوامل تكوينه وأسباب نبوغه وذيوع صيته، ويعرفنا أبرز محطات حياته ومنهجه في الإصلاح الديني والمجتمعي والتعليمي والسياسي وأفكاره التي تبنَّاها ودافع عنها حتى وفاته.
مؤلف كتاب عبد الرحمن الكواكبي
عباس محمود العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، ولد بأسوان عام 1889، لم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر، وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق.
له العديد من المؤلفات التي جاوزت المائة، أشهرها سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة” التي خلَّد فيها قصة حبه، وقد وهب الأدب حياته ولم يتزوج، وتوفي عام 1964.