نشأة الرق
نشأة الرق
عرفت تجارة الرق منذ العصور الأولى للبشرية، ففي عصر الإنسان الأول كان يعيش على قطف الثمار وعمليات الصيد، فلم تكن هناك حاجة إلى رقيق يعملون من أجل سادة لوجود أعمال شاقة، ولكن بعد ظهور الحاجة إلى العمل أخذ البحث إلى من يعفيه من عناء العمل، فظهر الرق هنا من خلال الحروب، فكان يتم ذبح الأسرى إلا أن تبين أن هناك قيمة للعمل، ومعرفة أن الأسير الحى خير من الأسير المذبوح.
لذلك لا يمكن أن نقول إن ظاهرة الرق أفريقية لأنها عرفت في جميع أنحاء العالم القديم، وعند القدماء المصريين، والهنود الفرس والعبرانيين، والصين، واليونان، والرومان، فكان الرقيق هم وقود الحروب والغزوات من أجل الحصول على الممالك والإمبراطوريات.
بدأت تجارة الرق في أفريقيا عبر الأطلنطي في بداية القرن الخامس عشر، على يد البرتغالي “بوي دوسيكييرا Puy do sequeira”، وكانت تجارة الرق تمارس في مناطق نائية من القارة قبل دخول الأوروبيون فيها، فكانت مالي وغانا في أمسِّ الحاجة إلى الرقيق، يحصلون عليه إما بالشراء أو بالأسر، وكانت قلة من الرقيق الذين شغلوا مناصب مدنية وعسكرية رفيعة، وكان تحتهم عبيد آخرون لكلٍّ منهم وظيفة معينة، فكان يوجد تقسيم لعمل العبيد في أفريقيا.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.