نشأة الحياة
يقوم الملاحدة بترويج فرضية أن الحياة انبثقت من المادة، وأن الكون خُلق من لا شيء، ولكن كيف يمكن لمادة غير حية وغير عاقلة أن تنتج الحياة، وتنتج لنا كائنات لها نهايات جوهرية وقدرة على التكاثر؟ كيف يمكن للمادة غير الواعية أن تنتج لنا كائنات واعية مثل الإنسان؟!
وبناءً على ذلك وكما يرى “ديفيد كونواي” أن الملحد سيواجه مأزقين فلسفيين، المأزق الأول: يجب عليه أن يقدم تفسيرًا ماديًّا للانبثاق الأول للمادة الحية من مادة غير حية لأن كَون المادة حية يعني أن لها نظامًا غائيًّا، وهذا النظام الغائي غير متحقِّق فيما هو قبلها، أي في المادة غير الحية، والمأزق الثاني: يجب عليه أن يفسر لنا كيف انبثقت الحياة من الأشكال الأولية المتقدِّمة التي كانت غير قادرة على التكاثر ذاتيًّا، وإنتاج كائنات حية قادرة على التكاثر، لأنه لا يمكن للأنواع المختلفة من الكائنات الحية أن تنبثق من خلال طفرة عشوائية وانتقاء طبيعي كما تزعم الداروينية، وبما أن الملحد سوف يقف عاجزًا أمام هذين المأزقين، فإنه لا يمكن الاحتجاج بأي آلية تفسر كيفية انبثاق صور الحياة من أشياء تفتقر إلى الحياة، كون الظواهر البيولوجية تزوِّدنا بالسبب الذي يجعلنا نشك في أي تبرير لانبثاق صور الحياة من أساس مادي، وهو ما يجعلنا نلجأ إلى الحجة الغائية، وأن هناك مُصممًا لهذا الكون أوجد صور الحياة، لقد اختار الملحد أن يصدق المستحيل: أن الحياة انبثقت فجأة عن طريق الصدفة المحضة، رافضًا التفسير المنطقي والعقلاني لنشأة الحياة وهو “الإله”.
الفكرة من كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
ظل “أنتوني فلو” لمدة نصف قرن يدافع عن الإلحاد في كل مكان وفي كل مناسبة، مصرحًا بأنه لا يوجد إله لهذا الكون، حتى أنه كان يُعد من أشرس الملاحدة في القرن العشرين، وفي عام 2004 أعلن -فلو- لأول مرَّة أنه يؤمن بوجود إله لهذا الكون، إلا أن الملاحدة أمثال “ريتشارد دوكينز” قاموا باتهام “فلو” بأنه قد أصابه الخَرَف بسبب كبره في السن، وخوفه مما سيؤول إليه بعد الموت، إلا أن “فلو”، وردًّا عليهم كتب هذا الكتاب ليبيِّن لهم وللجميع أنه ألحد عندما كان الدليل الذي بين يديه يشير إلى عدم وجود إله، وأنه الآن قد توافرت العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود الإله، وأنه يتبع الدليل حيثما يقوده، حيث يجب على الفيلسوف أن يتبع الدليل أينما يقوده، وهذا ما طبَّقه أنتوني فلو.
مؤلف كتاب هناك إله .. كيف غيرَّ أشرس ملحد رأيه؟
أنتوني فلو ، هو فيلسوف بريطاني، عمل مدرسًا للفلسفة في جامعة أكسفورد، عاش أغلب حياته ملحدًا، إلا أنه في عام 2004 أعلن أنه أصبح مؤمنًا بوجود إله، تُوفِّي عام 2010، ومن أهم كتبه وأشهرها: “هناك إله”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور صلاح الفضلي، حاصل على بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، إلى جانب أنه حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة.