نشأة الحب
نشأة الحب
هل تساءلت قبلًا كيف ومتى نشأ الحب بداخلك؟ يرى الكاتب أن كل مشاعر الحب، بالإضافة إلى طرق التعبير عنها نشأت بداخلنا منذ الطفولة أو كما يسميها: “منذ اللفَّة”؛ ففي الوقت الذي نعتقد فيه أننا نبحث عن مشاعر جديدة، نكون في الواقع قد اختبرنا تلك المشاعر من قبل وأحسسنا بها؛ فنبحث عنها افتقادًا لها ورغبةً في تكرارها.
فمن بعض تفاصيل الحب وطرق التعبير عنه: “الاحتضان” الذي أخذ فيه الطفل من أمه في الصغر مشاعر اللذَّة، إضافةً إلى الأمان والاسترخاء، فنجده في الكبر ينجذب إلى منطقة الاحتضان عند الجنس المقابل بحثًا عن تلك المشاعر، وأيضًا “القُبلات”؛ ففي الطفولة وضع الأشياء على اختلافها في الفم يمثل موضع لذَّة وفيه اعتدال للمزاج، كذلك البحث عن “الأمان”، فإن كان الطفل محظوظًا وُلِد في أسرة حاضنة؛ فمهما اشتد به الخوف والغضب من الحياة يلجأ في النهاية إلى مصدر الأمان وهو عائلته، وفي الكبر يبحث عن نفس الشعور من مصدر مختلف هو المحبوب.
من تفاصيل الحُب أيضًا: “اختلاف التعبير عن العاطفة في الجنسين”؛ ففي الطفولة، وتحديدًا ما يسميه “فرويد” “المرحلة القضيبية”، يشعر الذكر بالزهو والقوة، وتشعر الأنثى عكسه بالضعف، ومن هنا يظهر تباين مشاعر القوة والضعف في العلاقة الجسدية بين الجنسين.
أما عن فكرة الإعجاب بشخص دون غيره، كفكرة فتاة/فتى الأحلام، الحب من النظرة الأولى، فكل هذه مقاييس مخزَّنة في اللاوعي منذ الصغر، فنحن نحفظ ملامح كل من نحبه ونميل إليه وإلى صفاته أو ننفر منه، من أهل وأقارب وجيران، فيأخذ الذكور من النساء الشكل المثالي لفتاة الأحلام في خيالهم، والعكس بالنسبة للإناث، فينجذبن مستقبلًا إلى أقرب شكل لهذه المواصفات.
الفكرة من كتاب حبيب نفساني
مَن منَّا لم تشغله كلمة الحب! فالحب العاطفي بين الجنسين من أسمى العلاقات الإنسانية، ويرى الكاتب أن الناس تنظر إليه كمصدر للسعادة في الحياة بجانب المال، لكن الناس عادةً ما تأخذ معلوماتها عن الحب من السينما أو القصص الرومانسية التي تعتمد غالبًا على الجانب الشاعري منه فقط، وربما تصدَّرت لنا العديد من القصص المُسيئة على أنها قصص مثالية يحلم العديد أن يحظى بمثلها؛ لذا في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الحب من رؤيته لزواياه المختلفة المبنية على خبرته كطبيب نفسي، وتجاربه الاجتماعية والنفسية، فيتناول الحب منذ نشأته، مرورًا بكيميائه داخل جسم الإنسان، ومكونات العلاقة الصحية، ومراحل الحب المختلفة، وصولًا إلى العلاقات المسيئة وكيفية التعافي منها.
مؤلف كتاب حبيب نفساني
حاتم صبري: طبيب مصري من مواليد عام 1988م، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ماجستير الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان، وتدرَّب على يد عدد من أساتذة التحليل النفسي في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة والمدير الفني لمستشفى الشمس للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومؤسِّس مؤسسة “بيرسونا” للطب النفسي وعلاج الإدمان، ومحاضر في العلاج النفسي.