نشأة التصوف الإسلامي
نشأة التصوف الإسلامي
ذهب المستشرقون إلى أن التصوف نشأ في الإسلام نتيجة عوامل خارجية، ولكن التصوف جزء أساسي من التاريخ الإسلامي ومظهر من مظاهر الإسلام، الإسلام نفسه ليس دينًا صوفيًّا لأنه يخاطب العقل ويدعو إلى التأمل، ولكن بعد خروجه من الجزيرة العربية واختلاطه بالأديان الأخرى وتعاليمها قاموا بتفسير القرآن وتأويله وقرأوا فيه معاني للتصوف، وحاولوا التوفيق بين أفكار الإسلام والأفكار الأجنبية المنتشرة في البيئات التي دخل فيها الإسلام. أي أن التصوف ليس ناتجًا عن عوامل خارجية فقط ولكنه نتاج التاريخ الديني والسياسي للإسلام واختلاطه بالثقافات الأخرى، فالتصوف نتج في البداية عن الإسلام ثم تأثر بمؤثرات خارجة عنه.
توصل الباحثون إلى ثلاث نظريات في نشأة التصوف أولها: قول الصوفيين بأنهم ورثة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأن التصوف إدراك للمعاني الخفية في الإسلام، التي تختلف عن مقاصده الظاهرة، وأدى بهم ذلك إلى تفسير خاص للقرآن لم يُروى على النبي.
تذهب النظرية الثانية إلى أن التصوف أصله فارسي أو هندي ولكن ليس هناك ما يدعم هذه النظرية تاريخيًّا، أما النظرية الثالثة هي النظرية الأفلاطونية الحديثة.
لم تصل هذه النظريات إلى تفسير كامل لنشأة التصوف الإسلامي، لأن كلًّا منها تناول جانبًا وأغفل باقي الجوانب، فالتصوف مر بالعديد من المراحل وانتشر في بيئات مختلفة، فظهر في كل بيئة تصوف يتلاءم مع ثقافتها، وظهرت مدارس للتصوف تختلف في أحكامها ومصطلحاتها، وقد تظهر اختلافات حتى بين أتباع المدرسة الواحدة.
الفكرة من كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
يتناول الكاتب منهج أناس كان حب الله باعثهم على العبادة، آمنوا بحب الله وبإمكانية اتصالهم به، وكان منهجهم هذا ثورة على ما كان سائدًا من الالتزام بتعاليم الإسلام وعبادة الله بدافع الخوف، وكانت لهم مدارس ونظريات مختلفة، يعرضها الكاتب ويتناول أيضًا معنى التصوف ونشأته ومراحله.
مؤلف كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
أبو العلا عفيفي، مفكر وعالم بالفلسفة والتصوف الإسلامي، تخرج في دار العلوم وحصل على منحة في إنجلترا لدراسة التربية وعلم النفس ليحصل على درجة الدبلوم، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة كامبريدج، ثم عاد إلى مصر وعين مدرسًا للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وترقى ليتم تعيينه رئيسًا لقسم الفلسفة، انتدب للتدريس في جامعة الإسكندرية وجامعة لندن وكلية هاملتون بأمريكا لتدريس الفلسفة الإسلامية والمنطق والتصوف، وكان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
نشر العديد من البحوث والمقالات العربية والإنجليزية في المجلات العلمية، وله العديد من المؤلفات منها (الملامتية والصوفية وأهل الفتوة) (فصوص الحكم لابن عربي مع التعليق عليه)، وترجم العديد من البحوث والمقالات العلمية والمؤلفات ومنها (فلسفة المحدثين والمعاصرين) (المدخل إلى الفلسفة).