نشأة أهم البنوك المركزية في العصر الحديث
نشأة أهم البنوك المركزية في العصر الحديث
بعد الطواف السريع حول الجذور التاريخية لفكرة البنك في العصور القديمة، يذكر المؤلف نشأة أهم البنوك المركزية في العصر الحديث كنوعٍ من وصل الحاضر بالماضي؛ نظرًا لدورها الخطير في توجيه الاقتصاد العالمي المعاصر:
بنك إنجلترا: كانت نشأة البنك في عام 1694 درامية، حيث صاحب إنشائه صراع كبير مع أصحاب النفوذ من الشركات التي حاولت إجهاضه بشتى الطرق، مما أكسب البنك خبرة في كيفية إدارة الأزمات، ورغم تلك العواصف قام البنك بدوره وساهم في إقالة الحكومة وغيرها من العثرات المالية، ونظرًا لقيام البنك المركزي برعاية مصالح الجميع في أوقات السلم والحرب تبدلت النظرة للبنك المركزي من نظرة الارتياب إلى نظرة تقدير وإعجاب.
بنك فرنسا: تم إنشاء البنك المركزي الفرنسي طبقًا لتوجيهات نابليون في العام 1800، واحتكرت الحكومة الفرنسية على نحو كامل عملية توجيه السياسات داخل البنك بما يخدم مصالحها، لا سيما أنها اعتمدت عليه على نحو كبير في العديد من الخدمات المالية الخاصة بها من تسوية ديون وقبول ودائع والحصول على التمويل اللازم، ولكن يلاحظ على البنك أنه نشأ على موروث قديم من اعتبار أن الذهب هو معيار القوة الاقتصادية، لذا أفرط في عملية جمع السبائك الذهبية، كما عانى البنك أيضًا المركزية المطلقة والتحكم في قراراته من قبل الحكومة الفرنسية.
بنك ألمانيا: كانت النشأة الأولى للبنك المركزي الألماني في عام 1875 أمرًا ضروريًّا لدعم خطة البلاد في نهضة القطاع الصناعي، إلا أن الحرب العالمية الأولى ألقت بظلالها الوخيمة عليه، فكانت نتيجة ذلك أن سقط في براثن التضخم الذي عصف بالبلاد، وعجزت ألمانيا عن تسديد ديونها، مما اضطرها في النهاية للرضوخ لمطالب الدول الدائنة والتخلي عن حقها في إدارة بنكها المركزي، إلى أن أعاد هتلر البنك المركزي مرة أخرى تحت عباءة الحكومة الألمانية، مما أهل البنك ليؤدي دورًا حاسمًا إبان الحرب العالمية الثانية.
بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: تطلب التطور السريع في الاقتصاد الأمريكي إنشاء ما تم تسميته بنوك الأراضي لمساعدة المزارعين، ولكن عدم تنسيق السياسات بين تلك البنوك أدى إلى حدوث اضطراب في عملية إصدار النقد، مما تطلب إنشاء بنك مركزي لتنظيم تلك السياسات، وبعد أكثر من محاولة نشأ في النهاية في عام 1913 ما يسمى بـ”بنك الاحتياطي الفيدرالي” القائم اليوم وفروعه المختلفة في الولايات الأمريكية.
الفكرة من كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
يعدُّ هذا الكتاب لونًا جديدًا في الكتابات الاقتصادية، التي تناولت موضوع البنك المركزي، فقد تناول الكاتب مراحل تطور البنوك المركزية، بدايةً من العصور القديمة وصولًا إلى العصر الحديث، بغرض التعرف على أنظمة هذه البنوك وطرق إدارتها ودورها الفاعل في السياسة الاقتصادية، ويعرض كذلك المحاولات التي بذلت من قبل الحكومة المصرية لإنشاء أول بنك مركزي مصري.
مؤلف كتاب البنك المركزي في العصور المختلفة
زكريا مهران: ماليٌّ وحقوقي مصري، تخرج في مدرسة الحقوق عام ١٩٢٠م، وعمل بالمحاماة، ثم انصرف إلى الاقتصاد، فعمل مع “طلعت حرب” في بنك مصر وشركاته قبل أن يُعين عضوًا في مجلس الشيوخ.
من أهم مؤلفاته:
موجز النقود والسياسة النقدية.
التاريخ يُفسِر التضخم والتقلص.