نسوية وذكورية
نسوية وذكورية
مع انتشار النسوية والذكورية في مجتمعاتنا تضيع كثير من الفتيات والنساء ويفقدن الطمأنينة والسوية النفسية،
إذ ترفع النسوية شعارات عديدة مثل “كوني حرة”، “سافري”، “احصلي على وظيفة”، مع تقييد حياة النساء الناجحات بنماذج معينة وصورٍ حالمةٍ يُكلف الوصول إليها الكثير، وتتعلق بها فتيات كثيرات. والحرية قيمةٌ مهمة وحق للمرأة في الإسلام، ولكن الحرة في الإسلام تختلف صورتها عن الصورة التي تدعو إليها النسوية اليوم، فتلك هند بنت عتبة تُبايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على شروطٍ، أحدها حفظ الفرج فتقول متعجبةً: “وهل تزني الحرة؟!”، أما حرية اليوم فهي حرية التبرج والانفلات والردة عن الإسلام، حرية في تبني النموذج الغربي للمرأة، بينما تُحرم هذه الحرية ارتداء الحجاب أو ترك الوظيفة أو الزواج. والنسوية اليوم جعلت المرأة أشبه بجسدٍ بعيدٍ عن التكليف الرباني، ينتفع منه أصحاب رأس المال، كسلعةٍ ممتهنة. كما أن الخطاب النسوي لم يعد عن الظلم الاجتماعي أو الديني لكنه بات عن الاستقلال والرفاهية المادية كأولوية. ولا يُعاب على المرأة عملها ودراستها وفق ضوابط الشريعة، ولكن دون أن تبتعد عن فطرتها وتغترب عن أنوثتها وما فيها من حياء ووقار وعفة ورحمة وأمومة.
أما الذكورية، فجاهليةٌ تنبعُ من كِبر واستعلاء زائف قائم على النوع، ومن يتبناها ويرى ولادة البنات عارًا وهمًّا ويحقر خصائص النساء الجسدية ويُسفه أعمالهن في العناية بالبيت وتربية الأطفال يُخالف شرع الله، وينسى قول الله عز وجل: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾، ويجهل ما في سيرة النبي ﷺ من تقدير وفهم وإحسان للنساء.
وإن احتقار النساء والمبالغة في الغيرة وفي حرمانهن من التعبير عن حاجاتهن، يورثهن غضبًا وغيظًا وشعورًا بالظلم يُسهل وقوعهن في شباك النسوية والتغريب، فحريٌّ بكل رجلٍ أن يكرم نساءه وبناته وأخواته مُقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفكرة من كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نواجه في حاضرنا كثيرًا من لصوص الصحة النفسية، الذين يسرقون السوية والطمأنينة من حياتنا، ويستهدفون الشباب بخاصة. وإذا توجهنا إلى مختصي الصحة النفسية طلبًا للعلاج وجدنا كثيرًا منهم يسرقون من صحتنا النفسية أيضًا!
وهنا نحدثكم عن بعض أولئك اللصوص وكيف ينبغي لنا أن نتعامل معهم، ونروي شيئًا من حكايات التعافي المختلفة عما هو شائع عند لصوص الصحة النفسية.
مؤلف كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نور النومان، اختصاصية نفسية وتربوية، وباحثة أكاديمية في مجال التربية والصحة النفسية. تخرجت في كلية التربية بجامعة دمشق، وحصلت على دبلوم تربوي عام، وماجستير في الصحة النفسية من معهد البحوث والدراسات العربية.