نسل آدم

نسل آدم
يعود نسب جميع البشر إلى “شيث بن آدم”، الذي وُلد بعد مقتل أخيه “هابيل” الذي لم يترك أي ذرية، في حين فنيت ذرية “قابيل” بأكملها في الطوفان العظيم، لذا يعد شيث خليفةً لهابيل، فقد حمل راية الدعوة والتوحيد بعد وفاة والده “آدم عليه السلام”، وحرَّم على ذريته الاختلاط بأبناء قابيل الفاسدين.

وقد اختلف علماء الإسلام في الإقرار بنبوة شيث، لكن بعض الآراء تؤكد أنه نبي وأنه من تلقى الصحف الأولى المذكورة في سورة الأعلى في القرآن الكريم، وبعد وفاته ظلت رسالته تنتقل إلى الأجيال المتعاقبة من بعده، فحملها من بعده ابنه “آنُوش” وورَّثها إلى ابنه “قَيْنَان”، ومن بعده ابنه “مَهْلَائِيل” الذي يزعم الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة وأنه من بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، ثم تسلم الوصاية من بعده ابنه “يَرَد”، ومن بعده “أَخْنُوخ بن يَرْد” الذي أقر العديد من المؤرخين المسلمين بأنه نبي الله “إِدْرِيس عليه السلام” الذي ذُكر في القرآن، وهو أول من شرع القتال في سبيل الله ومارس الطب وبنى الهياكل، وأول من علم بالطوفان، فحذر أبناءه من قدوم عذابٍ عظيم وأوصاهم بتقوى الله، ثم سلَّم ابنه “مُتْوَشْلَح” الوصاية قُبيل موته.
وخلال الفترة الزمنية بين آدم ونوح التي تجاوزت آلاف السنين، ظل الناس ملتزمين برسالة التوحيد التي جاء بها آدم عليه السلام، إلى أن جاء عهد يَرْد بن مَهْلَائِيل، حينما تسلل الشيطان بين أبناء قابيل في صورة غلام وأشاع بينهم الغناء والمحارم والفسق، وسرعان ما انتقلت الفتنة إلى بني شيث فنقضوا العهد واختلطوا ببني قابيل، ثم تركوا التوحيد واتبعوا خطوات الشيطان، وانتشرت بينهم الشرور والآثام إلى أن جاء عهد “نوح عليه السلام”.
الفكرة من كتاب الأرض بعد طوفان نوح سيرة أبناء نوح: سام، حام، يافث وكنعان، ماذا حدث لهم وكيف تشكلت الأرض الحالية؟
لقد خلقنا الله جميعًا من أبٍ واحدٍ هو آدم وأمٍّ واحدةٍ هي حواء، فنحن على اختلاف جنسياتنا وملامحنا ولغاتنا ننحدر من نسلٍ واحد، فلا فرق بين نسبٍ وآخر، ولا فضل لأبيض على أسود.. ومع ذلك ما زالت بعض الطوائف والجنسيات تصر على اعتبار الجنس السامي المنحدر من سام بن نوح هو الجنس الأنقى، وأن جنس حام بن نوح جنسٌ ملعون يستحق الاستعباد، وجنس يافِث جنس شرير وفاسد، وأصبح دعاة العنصرية يتشبثون بذلك الفكر لاعتبارات دينية وسياسية.
لذلك يهدف الكتاب إلى تتبع نسل البشر منذ عهد آدم عليه السلام، وبعد طوفان نوح عليه السلام الذي أعاد تشكيل الأرض حتى أصبحت على حالها اليوم، كما يسلط الضوء على دراسة أنساب الشعوب بدايةً من نسل نوح وأبنائه وأحفاده وهجراتهم المتعددة التي أدت إلى اختلاط الأنساب وامتزاجها، فأقامت حضاراتٍ ومدنًا، بعضها طُمس تاريخه والبعض الآخر ما زال موجودًا إلى الآن.
مؤلف كتاب الأرض بعد طوفان نوح سيرة أبناء نوح: سام، حام، يافث وكنعان، ماذا حدث لهم وكيف تشكلت الأرض الحالية؟
شريف سامي: كاتب وباحث في التاريخ القديم والحديث، له عدة مؤلفات منها:
مختصر حضارات العالم.
مختصر تاريخ أوروبا.
شواهد على التاريخ.