نستمر لأجل الأولاد
نستمر لأجل الأولاد
لا شك أن معظم المشاكل النفسية التي يعانيها الأطفال تنتج من بيت غير سوي، وشجار دائم بين الوالدين يجعل الطفل يعاني العقد النفسية التي تجعل شخصيته ضعيفة، وتجعله منطويًا عن الناس معظم الوقت، ويمكننا أن نجزم أن أفضل ما يمكن أن يقدمه الأهل لأولادهم هو أن يتحابوا، وليس أن يحباه هو فقط!
فشعور الطفل بأن أهله مستقرون يجعله يشعر بالطمأنينة لضمان وجودهم، أما الخلافات الدائمة فتجعل الطفل يأخذ صف أحد الطرفين ويكره الطرف الآخر، وتجعله دائم القلق والتوتر، ويرى أن هذا التمزق هو الشكل الطبيعي للعلاقات، وهذا سيؤثر فيه مستقبلًا لأنه لن يستطيع التكيُّف مع أي علاقة.
والحل لهذه المشكلة هو الحوار الهادئ بين الزوجين، وهذا سيضمن أن يرى الطفل أن الاحترام متبادل حتى مع وجود الخلافات، ويمكن لهذا الأمر أن يحل المشكلة من الأساس وحتى لو لم يتم حل المشكلة سيحتفظ كل طرف بكرامته أمام نفسه وأمام طفله.
ومن علامات تأثر الطفل التأخُّر الدراسي لأنه يعيش في قلق، وهذا القلق يشوِّش ذهنه ويقلِّل من قدرته على التركيز والتحصيل الدراسي، وقد يواجه الطفل مشاكل فسيولوجية كمشاكل في النطق، وتبوُّل لا إرادي، وقد تزول هذه الأعراض بمجرد حل المشكلة واحتواء الطفل ومشاعره.
وحتى يستطيع الزوجان إكمال هذه الزيجة دون أن يتضرَّرا هما ولا الأولاد، يجب عليهما الحفاظ على رصيدهما من الحب، بتذكُّر مشاعر فترة الخطوبة، وتذكُّر كل المواقف الجيدة بينهما، وعند وضعها في ميزان مقابل للمواقف السيئة سترجح كفة الإحسان والمواقف الجيدة بينهما. ولا بد من تذكُّر أن هناك فرقًا بين تأدية كل طرف ما عليه لأنه واجب، وبين أن يؤديه بحب، فالواجب يجعل الأمر جيدًا، أما الحب فيجعله رائعًا.
الفكرة من كتاب أسطورة الحب
في فترة وجود الإنسان الحجري القديم لم يكن الحب قد عُرِف بعد، وكان الكل يصارع من أجل البقاء فقط، والحياة بالنسبة للجميع هي صراع مع الوحوش من أجل قوت اليوم، فلا وجود للمشاعر ولا للمعاني الجميلة، كالوفاء والغيرة والصدق وغيرها، وعندما أدرك أحدهم معنى الحب أدرك أنه ما كان حيًّا قبله، وأنه وأخيرًا وجد معنًى لحياته، هناك من يفتقده عند غيابه، وهناك من يخاف عليه.
الحياة في وجود الحب أجبرت الإنسان أن ينأى بنفسه عن المخاطر والصراعات، وأن يلتفت إلى مفهوم الأسرة، وأن يصبح أكثر إنسانية وتحضرًا، وأن يرتقي خطوات على سلم التقدم الحضاري، ولو أن الإنسان لم يدرك هذه المعاني لعاش في صراعات وهمجية.
وفي هذا الكتاب يناقش الشاذلي معنى الحب والزواج من وجهة نظر الزوجة والزوج وكيفية التعامل معه والحفاظ عليه.
مؤلف كتاب أسطورة الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمَت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.