نحو فهم المشاعر
نحو فهم المشاعر
قد يتصور البعض أن الشعور مجرد حالة مزاجية يُجاب بها عن سؤال “كيف حالك؟”، لكن في حقيقة الأمر يتسع الشعور لأكثر من ذلك، فهو الطاقة التي تحركك طوال الوقت، وليتضح المعنى استحضر معي شعور الحزن وما له من طاقة تثبطك وتقعدك عن فعل أبسط الأمور، وعلى النقيض شعور الفرح الذي يملؤك بالحماسة والإقبال على الحياة، وهكذا تجد كل شعور تصاحبه طاقة معينة.
ويرجع تأثير شعورٍ ما فيك إلى تلك الطاقة المصاحبة له، فإذا قلت لك تعامل مع حزنك فما الذي تتوجه إليه؟ أليس الكسل وانخفاض المعنويات والانغلاق على الذات؟ وإذا أردت استغلال فرحك في شيء ما، ألن تستغل حماستك وانشراح صدرك وتفاؤلك؟ ولأن الشعور مرتبط بالحياة فلا يفقد مشاعره إلا ميت، ولا ينفك حي عن كونه يشعر، فنحن نتأثر في كل موقف بمشاعرنا، وإن شئنا الدقة فلنقل بالطاقة التي تصاحب تلك المشاعر. ورغم أنه لا مفر من تأثرنا بالمشاعر فإننا في حاجة ماسة إلى حسن إدارتها وتفادي الوقوع تحت سطوتها، وذلك لأن المشاعر عادة تأخذ الواحد منا إلى أقصى الطرفين، فإما عزوف وإما تهور، وإذا ترك الإنسان نفسه واقعًا تحت وطأة الغضب أو اتخذ قرارًا لا يناسبه لأنه مُخدَّر بالفرح، فسيجد نفسه في سلسلة من القرارات غير الصائبة التي تنحرف به بعيدًا عن أهدافه وسعادته وراحته.
لذا فالنقطة التي نريد أن نتحرك منها الآن هي أن اتخاذ القرار الصائب لن يكون إلا بالتعامل الجيد مع المشاعر والاستغلال الأمثل للطاقة المصاحبة لها، فلا يوجد شعور جيد وآخر سيئ في المطلق، وإنما يوجد تعامل واستغلال جيد أو سيئ لهذا الشعور ولما يصاحبه من طاقة. ومثلما تهمنا طاقة الشعور، فلا بد أن نوجه الاهتمام أيضًا إلى الطريقة التي نعبر بها عن مشاعرنا، فالطريقة التي تعبر بها عن شعورك هي التي تصنع الفارق وتحدد توابع هذا الشعور، لذا فمن المهم دائمًا تمييز الوقت والمكان والظروف المناسبة للتعبير عن مشاعرك.
الفكرة من كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
هل يمكن للمشاعر أن تقتل؟ يبدو العنوان غريبًا أو جاء على سبيل المبالغة لا أكثر، لكن في حقيقة الأمر، العنوان ليس غريبًا ولا مبالغًا، بل له صور حقيقية عدة في الواقع، ولك أن تنظر معي إلى صورة من وقع تحت تأثير مشاعر الغضب والكراهية والانتقام فأودى بحياة خصمه، وصورة من أنساه اليأس والألم رحمة ربه فقضى على نفسه، وصورة من تسلط عليه الحزن وتملكته المخاوف حتى صار في تعداد الموتى وهو حي، وغير ذلك كثير من العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة التي تنشأ عن سبب واحد، وهو عدم القدرة على إدارة المشاعر وتركها تؤثر في قراراتنا في الحياة.
وربما حان الوقت لنجنب أنفسنا هذا كله بفهم مشاعرنا واتباع خطوات بسيطة لإدارتها ومنعها من الانحراف بقراراتنا بعيدًا عن الصواب، وها أنا أدعوك لنخوض هذه الرحلة معًا، فما رأيك أن نبدأ على الفور؟
مؤلف كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
كين ليندنر: ابتكر منهجية لتمكين الناس من اتخاذ قرارات حياتية جيدة تسمى Life-Choice Psychology، كما عمل مستشارًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية وساعد آلاف الناس على اتخاذ قرارات ساعدتهم على تحسين حياتهم وحل مشكلاتهم.
تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة هارفارد عن أطروحته علم اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Aspire Higher: How to Find the Love, Positivity, and Purpose to Elevate Your Life and The World
Career Choreography: Your Step-by-Step Guide to Finding the Right Job and Achieving Huge Success and Happiness