نحو فهم أعمق للمجتمعات
نحو فهم أعمق للمجتمعات
عادةً ما تأخذ المجتمعات سمات معينة، تطبع صور العلاقات الاجتماعية فيها، وتُهيمن على ثقافتها السائدة، فمثلًا: ثمة نوع من المجتمعات الزراعية يقابله المجتمعات الصناعية على حسب طبيعة النشاط الاقتصادي السائد في المجتمع، وثمة مجتمعات تقليدية وأخرى حداثية على أساس طبيعة القيم المُسيرة للعلاقة بين الأفراد، فإذا كانت تتأسَّس على قيم الفردية والتعاقدية والحرية فهي حداثية، أما إذا كانت تنبنَّى على قيم التراحم والجماعية فهي تقليدية.
والمجتمعات غالبًا ما تجمع بين صور الحداثة، وصور التقليد، على حسب التوزيعة الديمغرافية، وطبيعة السكان، لذلك يُفرق علماء الاجتماع بين سكان الريف والمدن والبدو على أساس الثقافة المُسيطرة، وعلاقة أعضاء المجتمعات ببعضهم. ومع ذلك اتبع بعض المختصين منحًى تطوريًّا في تصنيف المجتمعات، فافترضوا أن المجتمعات تبدأ دينية ميتافيزيقية ثم تدخل في طور الفلسفة وتحكيم العلم حتى تصل إلى مرحلة المجتمعات الوضعية.
وداخل أي مجتمع من المجتمعات -أيًّا كان نوعه ومرحلة تطوره- مجموعة متباينة من الفئات أو الطبقات الاجتماعية تبعًا للثروة والسلطة والمكانة في المجتمع، فيكون هناك طبقات دنيا، وأخرى وسطى، وثالثة عليا على حسب حظها من هذه العوامل الثلاثة المُشار إليها آنفًا، وعلى حسب هذا التدرج الاجتماعي والانقسام الطبقي تظهر المشكلات في المجتمعات، ويُشار إلى أن طبقة وسطى كبيرة من شأنها أن تضمن استقرار المجتمع.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».