نحو تربية معتدلة سوية
نحو تربية معتدلة سوية
مما يقع فيه الآباء التأثر بالماضي، كالوالد الذي كان يعاني قسوة والديه فجعل يبالغ في تدليل أولاده ولا يرفض لهم طلبًا، حتى أفسدهم من حيث أراد أن يصلحهم، ومما نقع فيه أيضًا: أن يختلف رد فعل الأب والأم على نفس الموقف، أو أن يناقضا رد فعلهما على نفس الموقف في وقت آخر، فيغدو الطفل مشتتًا وفي حيرة من أمره ويفقد شعوره بالأمان، ويفقد قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ.
ومن الخطأ في تربية الطفل مقارنته بغيره، أخوك أذكى منك، صديقك أكثر تهذيبًا منك، ومثل تلك المقارنات تُغير قلب الطفل وتجعله يظن أن والديه لا يحبانه ويفضلان غيره عليه، والصحيح أن نعامل الطفل باستقلالية وأن نقارنه بنفسه لا بغيره، ومن الخطأ أيضًا عدم تقدير عقلية الطفل، ومقابلة كلامه بالاستهزاء والسخرية والتقليل، فيحبط وتضعف ثقته، والصواب أن يشجع الطفل ويمدح على جهوده الصغيرة.
وقد تواجه كثير من الأمهات مشكلة في إطعام أطفالهن، فالطفل يرفض الطعام ولا يأكل إلا بعد أن تجلس الأم بجواره لساعات، تشجعه تارةً، ثم تهدِّده أخرى، ثم تلح عليه تارةً ثالثة، وهكذا يظل هو سيد الموقف مسيطرًا على مسار الأمور، مستمتعًا بكونه مركز الاهتمام وشغل الأم الشاغل لساعات بتلك الطريقة، والصحيح أن يوضع الأكل للطفل فإن رفض نتركه فترة مناسبة ثم نحمله بعيدًا، ونعيد الأمر على فترات منتظمة ومناسبة وحسب، كما أن من الخطأ في تلك الحالة وغيرها رشوة الطفل، أو تعويده على المكافآت المادية، إذ يرتبط لديه فعل الصواب بالمكافأة وحسب، بينما ينبغي أن يربى على أن فعل الصواب هو الطبيعي لذاته ليصبح فردًا صالحًا، ولا يعني ذلك منع المكافآت تمامًا، وإنما عدم تعليق حسن التصرف بها.
الفكرة من كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
الأخطاء تحدث ولا شك، ولا يمكن إيقافها بشكل كلي، وكل ما نستطيع فعله حين حدوثها هو تداركها بشكل صحيح، لذا فإن أكثر ما يزيدها خطورة أن نعالجها بطريقة خاطئة، فنفسد بدلًا من أن نصلح، وذلك واقع في مختلف الأدوار في حياتنا، واقع بين الرجل وزوجته، وبين الوالد وولده، والمعلم وتلميذه، والمرء وصاحبه، والموظف ومديره، لذا قام المؤلف بجمع أكثر الأخطاء التي يقع فيها الناس في معالجة الأخطاء، في محاولة لتسديد محاولات الإصلاح، لنقوم بواجبنا في النصح والرعاية، ونحفظ حقوقنا وحقوق من نحب.
مؤلف كتاب أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
كيف تصبح أبًا ناجحًا.
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
كيف تفكِّر بطريقة علمية؟
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.