نحو ازدهار العراق وتولِّي السلطة
نحو ازدهار العراق وتولِّي السلطة
في 1 يونيو / حزيران 1972م استطاع حزب البعث بقرار جريء وثوري تأميم شركة نفط العراق، فالعراق بحاجة إلى ما يموِّل المشاريع الضخمة وهو ببساطة إنتاجه النفطي كونه يُعد الثاني عالميًّا من حيث احتياطي النفط بعد السعودية ويتميَّز برخص سعر استخراجه، وقد سافر صدام إلى فرنسا للتوصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو حول قبول التأميم مقابل السماح لفرنسا بشراء النفط العراقي بسعر منخفض متفق عليه، والسماح للشركات الفرنسية بالمشاركة في التنمية المستقبلية.
ارتفعت نسبة إيرادات النفط العراقي في الدخل القومي، وقد ركَّز “البعث” على تنويع الاقتصاد حتى يحصل العراق على استقلال اقتصادي، فتابع صدام كل المشاريع المُنفذة حتى إن كل مدرسة أو مستشفى يتم بناؤه كان يخضع لفحصه الشخصي، وكذلك نفقات المشاريع والاتفاقيات مع الدول كما حدث بتوقيعه عقودًا مع فرنسا لبناء مجمعات مصانع ضخمة، ومع البرازيل لبناء خطوط السكك الحديدية، ومع الألمان واليابان للتقنيات العالية والخبرة، كما ركز على تمديد شبكة الكهرباء إلى الريف، كل هذه الإنجازات دفعت الغرب إلى النظر للعراق بنظرة مختلفة عن دول العالم الثالث.
وفي عام 1979م كان صدام حسين الحاكم الفعلي للعراق، وبسهولة بعد قضائه على جميع المنافسين المحتملين وإحكام قبضته على الجيش أجبر رئيسه البكر على التقاعد بدعوى الظروف الصحية، واهتم صدام بمشاريع تنمية التعليم وإدخال التعليم المجاني والقضاء على الأمية بقانون رسمي، كما قام بإنشاء المشروع النووي العراقي الذي اغتيل بسببه العالم المصري يحيى المشد واتهم صدام الموساد بتدبير هذه الجريمة، وبكل هذا نجح صدام في السيطرة على سلطة لم يعرفها أي عراقي حتى زمننا هذا.
الفكرة من كتاب صدام حسين
من قيادة البلاد نحو المجد والازدهار بطريقة مفاجئة ومُلهمة إلى التحول لديكتاتور تسبَّبت أخطاؤه بشكل أساسي في سقوط البلاد في حفرة كبيرة لم تنهض منها حتى الآن، تُرى هل كانت تصرفاته الغريبة الحل الوحيد أمام الأوضاع السياسية حينها؟
عن الشخصية التي تُعدُّ أكثر الشخصيات المُحيِّرة إلى زمننا هذا ما بين كونه ديكتاتورًا وكونه صاحب ماضٍ لا يستحق خذلان العرب له كما حدث نتحدَّث؛ عن صدام حسين.
مؤلف كتاب صدام حسين
للمهتمين بالتاريخ السياسي الحديث.
لدارسي النقد السياسي، وسير السياسيين.
للباحثين في شخصية صدَّام حسين وسيرته.