نحن لسنا واحدًا
نحن لسنا واحدًا
في غمرة المشاعر والرومانسية نتسرَّع أحيانًا في جملة أننا شخص واحد في جسدين، وهذا أمر خاطئ تمامًا ويجعل الطرف الآخر ينتظر منك الكثير، فأنتما شخصان بقلبين ومشاعر مختلفة وتربية واحتياجات مختلفة، أما هذه الجملة فتجعل أحد الطرفين ينسلخ تمامًا من شخصيته ليذوب في شخصية الآخر وينسى نفسه، وإنما الحب الحقيقي لا يعني التشابه التام بيننا، بل يعني أننا كيانان مختلفان ولكننا نتقبل الاختلافات ونتعامل معها بنضج ولا يسعى أحدنا لتغيير الآخر.
ولكي نستطيع أن نضع أنفسنا مكان الآخر ونتفهَّم اختلافه يجب أن نفهم طبيعته وكيف يفكر، لذلك سنتطرق إلى فهم الاختلاف بين الرجل والمرأة، فلو بدأنا بالناحية العقلية فتجد الرجل يميل إلى التفكير العقلاني، وإلى الأعمال التي تنمي من قدرته الجسدية، بينما المرأة تتميَّز بقدرتها على ملاحظة أدق التفاصيل ولكن يغلب عليها التفكير العاطفي أكثر، فحتى الحواس تختلف بينهم؛ فالرجل لو رأى قطعة ملابس فكل ما سيدور في عقله هو إمكانية شرائها ودفع النقود، أما المرأة فتفكِّر في الألوان والتنسيق مع قطع أخرى وتفاصيل التفاصيل، وإدراكنا لهذا الفرق بين الاثنين يجعلنا نتخطَّى الكثير من المشاكل.
المرأة تستطيع القيام بأكثر من عمل في نفس الوقت، أما الرجل فلا يستطيع عقله الانتقال من عمل إلا بعد إنهائه تمامًا، حتى في الكلام تجد اختلافًا كبيرًا بين الرجل والمرأة؛ فالمرأة تتحدث بشكل كبير طوال الوقت، ويساعدها على ذلك الجزء الأيمن من المخ الذي يكون أنشط من الجزء الأيسر، وهرمون الاستروجين أيضًا يجعل لسانها منطلقًا دائمًا، أما الرجل فهو قليل الكلام لأنه يظن أنه لو أخبرها بما يشعر مرة في العمر فيجب أن تظل على هذه الذكرى طوال فترة زواجهما!
المرأة أيضًا تبالغ في توصيل مشاعرها، وإعطاء كلامها مصداقية أكبر، أما الرجل فهو دائمًا يعني ما يقوله، لذلك من الخطأ محاسبة المرأة على كل ما تقوله، فهي مُبرمَجة على تضخيم الأمور، عندما تقول لك إنك لم تعد تحبها فهي تطلب منك أن تحبها أكثر، وهذا يأخذنا إلى أن المرأة لا تتكلم بشكل مباشر بعكس الرجل.
الفكرة من كتاب لغات الحب
في الرحلة المرهقة للبحث عن السعادة تعرف في النهاية أن الأسرة هي أكبر عامل مؤثر في سعادتك أو تعاستك، ومصرف لطاقة الحب بداخلك، وطاقة العطاء لأبنائك، وطاقة الحب بلا سبب من شريك حياتك، والاحتياج واللجوء إلى الأب أو الأم عند الشعور بالضياع، فكل الاحتياجات النفسية تستطيع تلبيتها في الأسرة، هنا ستجد الدعم في لحظات الضعف والإحباط، وهنا ستجد الأمان، هنا ستشارك نجاحك وفشلك.
ولكن هناك مشاكل تجعلنا لا نستطيع فهم بعضنا بعضًا، ولا نعبِّر عن مشاعرنا بالشكل الصحيح، ومن هنا يأخذنا الكاتب ليشرح لنا كيف نفهم ونتحدث مع من نحبهم بالشكل المناسب لهم ولنا لنحافظ على بناء علاقات صحية متفاهمة سواء كانت في إطار الأسرة أو خارجها.
مؤلف كتاب لغات الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار “أجيال” للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”.