نحن اثنان لسنا واحدًا!
نحن اثنان لسنا واحدًا!
أكبر الخدع لدى المحبين في علاقتهما أنهما روح واحدة في جسدين، ويقولان هذه الجملة بكل وله وحب،كدليل على انصهار كلٍّ منهما التام في الآخر، وهذا خطأ كبير، فلكل واحد منهما مشاعره وبيئته وأفكاره المختلفة تمامًا عن الآخر، ومعرفة هذا الأمر يجعلهما على استعداد تام لحدوث الخلافات، أما تجاهل هذه الحقيقة فتعلي سقف طموح كل طرف تجاه الطرف الآخر وتجاه العلاقة؛ ولهذا يجب على المقبلين على الزواج في البداية ترك كل التوقعات المسبقة، والتحاور وإخراج كل المشاعر على هيئة كلام لا يؤذي، ومع الحرص على تقبُّل الاختلاف، والعلم أن كل الناس تخطئ وتحتاج إلى من يعذرها ويتسامح معها.
فهناك ثلاث حالات للاختلاف بين الزوجين، الأولى: إذا وجدت أن هناك علاقة لا يحدث بها أي خلافات فهذا يعني وجود نسبة كبيرة من التسامح بين الطرفين لدرجة التغاضي عن الحقوق، وهذه درجة نادرة ولكنها موجودة، أو أن هناك طرفًا مغلوبًا على أمره وضعيف الشخصية، وهذا أمر غير صحي على الإطلاق.
الحالة الثانية: عندما تكون بين الطرفين نسبة اختلاف بين الحين والآخر، فهذا يدل على أنهما يملكان القدر الصحي من التعبير عن الآراء، والشجاعة على تحمُّل الطرف الآخر في الصدامات، ورؤية كلٍّ منهما أسوأ ما في الآخر، ومع الوقت تتحسن قدرة الطرفين على حل الخلافات.
والحالة الثالثة: أن تكون الخلافات أكثر من الحد الطبيعي، وهذا يعني أن قدرات الطرفين على حسم الخلافات سيئة جدًّا، وبالتالي تنهال عليهما المشكلات القديمة كل حين وتتجمَّع مع المشكلات الجديدة لتصبح كالسيل، وإذا زادت الخلافات الزوجية عن الحد فهذا يعني أن الطرفين غير مقتنعين بحياتهما معًا على الإطلاق، وهذا يتطلَّب قوة وشجاعة للاعتراف بأنهما غير مناسبين، أو السعي للتحدث في ذلك بصراحة لمحاولة التغيير، أو الانفصال عند استحالة الإصلاح.
الفكرة من كتاب سحابة صيف..كيف تتغلَّب على المشاكل التي تدمِّر الحب
يقول الراحل مصطفى صادق الرافعي: “ينظر الحب دائمًا بعين واحدة، فيرى جانبًا ويعمى عن جانب، ولا ينظر بعينيه معًا إلا حين يريد أن يتبين طريقه لينصرف”، بهذا الاقتباس نبدأ في طرح الأفكار التي يتناولها الكتاب، والتي تدور حول مشكلة كبيرة تواجه معظم العلاقات العاطفية وهي الأزمات التي تؤدي إلى “الفراق” مثل أزمة عدم تقبل الاختلاف، والانصهار الزائد للطرفين ومسح حدود كل طرف، والانسلاخ من شخصيتك تحت مسمى أننا أصبحنا شخصًا واحدًا، وانتظار العطاء دون تقديم أي شيء، هذه المشاكل وأكثر يناقشها الكتاب ويحاول إيجاد حلول لها ليكون مرورها مرورًا خفيفًا كسحابة الصيف التي تخفي شمس العلاقة قليلًا ثم ما تلبث أن تعود إلى الظهور.
مؤلف كتاب سحابة صيف..كيف تتغلَّب على المشاكل التي تدمِّر الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي بخمسة عشر كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
ترجمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.