نتيجة المقارنة هي خسارة جميع الأطراف
نتيجة المقارنة هي خسارة جميع الأطراف
نقوم بالكثير من الأشياء في حياتنا بدافع أن نكون أفضل من الآخرين، واعتدنا المقارنة بيننا وبينهم، واشتدَّت المقارنة حتى تسبَّبت في صراعات ومشكلات بين الأفراد، نشأنا على المقارنة بيننا وبين الآخرين، وأن نسعى لنكون أفضل منهم وليس مثلهم فقط، ولكن أسلوب المقارنة والسعي لأن نكون أفضل من الآخرين يُعدُّ ظُلمًا للنفس، والمفترض أن يكون الدافع وراء كل ما يقوم به الفرد القيام بواجباته وتحمل المسؤولية ومساعدة الآخرين وليس للتفوُّق عليهم، فالنجاح يُقاس بما يُقدِّمه الفرد لنفسه والآخرين.
إن المقارنة تسبِّب الخسارة لكل الأطراف التي يتم المقارنة بينها، فهي تجعل الطرف المنهزم يشعر بالنقص ويحمل الضغينة للطرف الآخر، والطرف المنتصر يفقد إنسانيته ويعيش في صراع، ويتطلَّع دائمًا إلى تحقيق الأفضلية، والحقيقة أن الأفضلية ليست مطلقة، وأن البشر هم الذين يحدِّدون معاييرها، ولذلك يجب التفكير قبل السعي إلى تحقيق الأفضل؛ هل يتم تحقيقه على حساب الآخرين أم لأجلهم؟ وهل يترتَّب عليه نمو طرف وهزيمة طرف آخر؟
ليكن مبدأنا أن نسعى للمشاركة وليس المنافسة، وأن نكون على وعيٍ بأن الفائدة والضرر يعودان على الجميع، وأن السعي إلى المنافسة دائمًا والتفوُّق على الآخرين يستنزف طاقة الفرد.
الفكرة من كتاب على هامش المقارنات
كل المقارنات ظالمة، حتى تلك التي تعتقد أنك الطرف الأفضل فيها”.
تعرَّضنا في أثناء نشأتنا إلى المقارنة بغيرنا في العديد من الأشياء، وكَبِرنا لنمارس هذا الأسلوب مع أنفسنا، أرهقتنا المقارنة الدائمة لأنفسنا بالآخرين والتطلُّع إلى عيش حياتهم، ولم تجعلنا نتقدَّم أي خطوة في تحقيق أهدافنا، وبدلًا من ذلك أسهمت في شعورنا بالإحباط والسخط، واتجهنا إلى إخفاء شخصياتنا الحقيقية والظهور بشخصيات زائفة، ويتناول الكاتب مناقشة المقارنة وتأثيرها في الفرد، وكيف يتقبَّل النقد وكيف يقدِّمه، والآثار المترتِّبة على الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ويوجِّه للقراء نصائح ذات صلة بالموضوع نفسه.
مؤلف كتاب على هامش المقارنات
حسام سعد محمد محمود: وُلِدَ في محافظة الدقهلية سنة ٢٠٠١م، وهو طالب في كلية الصيدلة بجامعة سيناء، ومهتم بالقراءة والكتابة ومراجعات الكتب، شارك بهذا الكتاب في مسابقة النشر الحر لعام ٢٠٢١ التي أقامتها دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، وتأهَّل للمرحلة النهائية، وله كتاب آخر بعنوان: “بين السعي والوصول”.