نتائج العلاج والوقاية من الفُصام
نتائج العلاج والوقاية من الفُصام
مع بداية استخدام الطرائق العلاجية الحديثة، ازدادت معدلات الشفاء من مرض الفُصام وقلت نسب الحالات التي تعود إلى المستشفى مرة أخرى عقب الشفاء، ومريض الفُصام ربما يُشفى منه بشكلٍ كامل، فلا يبقى إلا القليلُ من آثار المرض أو تنعدم آثاره بالكلية، فيرى مريض الفُصام عقب شفائه نفسَه والعالمَ من حوله بصورةٍ مختلفة عن التي كان يراها من قبل، وربما يُشفى المريض بشكلٍ جزئي فتظهر بعض الأعراض الفُصامية على سلوكه، كضعف الرغبة في المشاركة الاجتماعية، وعدم اتساق ردود أفعاله، والميل إلى تفسير أفعال الآخرين في إطار اضطهادهم له، ويتطلب التعامل من قبل الأسرة والأصدقاء مع الشخص الذي شُفِيَ بشكل جزئي تفهمَ عدم قدرته على استئناف جميع أنشطته السابقة التي كان يؤديها قبل الإصابة بالمرض، كذلك من المهم في هذه المرحلة محاولة تقليل الضغوطات عليه، لأن كثرة الضغوطات ربما تزيد من معدلات العنف لديه وتجعله أكثر عدوانية.
وعلى الرغم من الزيادة في معدلات الشفاء من مرض الفُصام، ربما يصل لدى بعض الأشخاص إلى درجة المرض المزمن الذي يصعب الشفاء منه، والمريض المصاب بالفُصام المزمن تزداد حدة الأعراض لديه حتى يصل الأمر به إلى عدم القدرة على تمييز الحقيقة من الخيال، كما تظهر بعض العادات غير المألوفة، كعادة جمع المريض للأشياء التي تتعلق به وأخذها معه في الأماكن التي يذهب إليها.
وتعتمد الوقاية من مرض الفُصام على إزالة الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، عن طريق توفير بيئة أسرية ملائمة لنشأة الطفل، والتقليل من الأوضاع الاجتماعية السيئة لعديد من الأسر، ومساعدة الأسرة والأصدقاء للشخصيات ذات القابلية للإصابة بمرض الفُصام على التغلب على الأزمات والضغوطات التي ربما تؤدي إلى إصابتهم بالمرض.
الفكرة من كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
يمثلُ الفُصامُ أحد الأمراض النفسية الهامة بسبب تداخل أعراضه، وما ينشأ عنه من تغيرٍ عميقٍ في نمط تفكير الشخص المصاب ومشاعره وسلوكه، وهو ما يجعل مريض الفُصام شخصيةً تستعصي على فَهم الكثيرين، وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس من الكتاب هو زيادة الوعي لدى الأشخاص بطبيعة مرض الفُصام، إذ تمثل زيادة الوعي بطبيعة المرض أحد أهم السبل لمساعدة الشخص المصاب من قِبَل المحيطين به، فهو أيضًا يُقدم إلينا فرصةً للتعمق داخل النفس البشرية، إذ تساعدنا دراسة المرض النفسي على معرفة خبايا النفس البشرية بمثل المساعدة التي تقدمها إلينا دراسة النفس البشرية السوية.
يقدم إلينا هذا الكتاب بشكل موجز المعلومات الرئيسة التي تتعلق بمرض الفُصام، كطبيعة المرض وأهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، كما يحتوي على أهم سبل مساعدة الشخص المصاب بالفُصام وسبل الوقاية من الإصابة بالمرض.
مؤلف كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
سيلفانو أريتي: طبيب ومحلل نفسي مرموق، عمل أستاذًا للطب النفسي الإكلينيكي بكلية الطب بنيويورك، كما عمل رئيس تحرير لموسوعة الطب النفسي الأمريكية، له عديد من الدراسات التي تتعلق بمرض الفُصام كما حصل على عديد من الجوائز العلمية نتيجة لإسهاماته المتميزة في فهم المرض وطرائق علاجه.
من مؤلفاته الأخرى:
Creativity: The Magic Synthesis.
The Parnas: A Scene from the Holocaust.
معلومات عن المترجم:
د. عاطف أحمد: طبيب نفسي وكاتب ومترجم، ترجم عديدًا من الكتب الأخرى من أبرزها كتاب “المخ البشري: مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك”، له عدة مؤلفات من أبرزها كتابه “نقد العقل الوضعي”.