نتائج الحرب
نتائج الحرب
أسهمت الحرب العالمية الثانية في زيادة الأمر سوءًا، فبعد موقعة “بيرل هاربر” انضمَّت الولايات المتحدة إلى الحرب بصورة رسمية وقامت الحكومة الأمريكية بتوجيه أوامر إلى شركة ديزني لإنتاج أفلام قصيرة ذات طبيعة سياسية وتوعَوية، فبعض الأفلام كانت توفِّر معلومات عن إشارات الهبوط للطائرات، وأخرى توضِّح شرور النازية حتى أنه تم إنتاج فيلم بطولة “دونالد داك” يروي كابوسًا يظهر فيه دونالد جنديًّا في المعسكر النازي، كما تم إنتاج فيلم “الانتصار عبر الضربات الجوية” الذي تناول شرحًا للمناورات العسكرية المستخدمة في الحرب، كل هذا بالطبع لم يحمل لديزني أرباحًا كافية، وإلى جانب ذلك فإن عددًا كبيرًا من العاملين بالشركة كان قد تمَّ استدعاؤهم للخدمة، وبالتالي فقدت ديزني جزءًا من مواردها البشرية.
بعد انتهاء الحرب ولمدَّة عقد كامل، حقَّقت ديزني أرباحًا سنوية كبيرة كنتيجة لصناعة أفلام مثل “سندريلا”، وكذلك بسبب الشروع في إنتاج أفلام ذات طابع حقيقي مثل “20 ألف فرسخ تحت الماء” المُستَوحَى من القصة الكلاسيكية، والأفلام الوثائقية مثل “جزيرة الفقمة” وغيرها، أيضًا جزء من الأرباح كان مصدره مدينة ديزني التي تم إنشاؤها عام 1995 في ولاية كاليفورنيا.
كانت مدينة ديزني تشكل هوسًا بالنسبة لوالت، ويرجع ذلك إلى طفولته التي قضاها في الطبيعة الهادئة للريف، لقد كان يرى أن الحياة في المدن الصناعية ليست هي الحياة التي يستحقُّها الناس فبدأ العمل على تصميم مدينة تجلب السعادة لمرتاديها وتكون نموذجًا لكيف تكون المدن، كان هذا المشروع له دوافع عديدة منها شغف والت الشديد بالقطارات منذ طفولته ورغبته في تصميم نموذج مسلٍّ للأطفال، وأيضًا شعوره الشديد بالضيق عند زيارة حدائق الترفيه حيث كان يَجِدُهَا مُرْهِقَةً لكبار السن.
لهذه الأسباب بينما كان يقوم بتصميم ديزني لاند، حرص والت على جعل المدينة ذات جاذبية لكل الأعمار، بدايةً من الطريق الرئيس للمدينة الذي يشبه الطرقات التي شهدها في طفولته، وحتى الشوارع والمسارات التي يسلكها الزائرون والتي تم تصميمها بعناية حتى لا تتسبَّب لهم بالإرهاق، وكذلك الأقسام في مدينة ديزني كانت ذات طابع قَصَصِي حيث تنتقل بالزائرين من حدث إلى آخر بصورة سلسة فيشعر الشخص أنه في مغامرة ممتعة، هذه المدينة تُعَبِّر عن رغبة والت في تصميم مدينة تصلح للجميع عن طريق مخاطبة الجزء العاطفي في كل إنسان بغض النظر عن عمره.
الفكرة من كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
والت ديزني هو الأب الروحي لصناعة الأفلام والصور المتحركة التي دائمًا ما ارتبطت في ذاكرة الناس بالسعادة والترفيه، فالعلامة التجارية التي قام ببنائها في القرن العشرين -والتي تحمل اسمه- قدَّمت لنا حكايات مسلِّية ومتجدِّدة راقت كل الأعمار والأجيال وصنعت عالمًا خياليًّا يمكن للجميع أن يستمتع به، لأن ديزني كان يهتمُّ بفن الحكاية بشكل كبير ويعتبره الطريقة الوحيدة لمخاطبة الجمهور، وفي هذا الكتاب يحاول الكاتب بوب توماس أن يروي حكاية والت ديزني المميَّزة ويتعرَّف على الأسباب والدوافع خلف هذه الشخصية المبدعة التي غيَّرت العالم وتركت تأثيرًا ضخمًا في عالم الترفيه لا يزال موجودًا حتى وقتنا الحالي.
مؤلف كتاب والت ديزني: قصة أمريكية أصلية
بوب توماس: هو كاتب سِيَر ذاتية ومراسل صحفي عمل في وكالة “أسوشيتد برس” منذ عام 1944 وحتى وفاته في 2014، وخلال حياته قام توماس بتدوين العديد من القصص والمقالات الصحفية عن مجال صناعة الأفلام في هوليوود وأَلَّفَ أكثر من 30 كتابًا منها سير ذاتية عن شخصيات بارزة في عالم الترفيه مثل المخرج هاورد هيوز، والثنائي آبوت وكاستيلو، وبالطبع والت ديزني، ويمتلك توماس سجلًّا في موسوعة جينيس كأطول مسيرة مهنية في مجال الصحافة، كما فاز بجائزة تقديرية عن إنجازاته من منظمة Guild للفنانين، ومن كتابات توماس الأخرى حول ديزني:
Art of animation – 1999
Building a company – 1998
Disney’s art of animation – 1991
ملحوظة: الكتاب لم يترجم إلى العربية بعد.