نبذة تاريخية عن السيكودراما
نبذة تاريخية عن السيكودراما
تقوم السيكودراما على مبدأ أن انتقال الإنسان من مكانه الطبيعي الذي يقيم فيه إلى مكان علاجي يستوجب إعادة بناء الحياة وتصميم مساحة يمكن أن يؤدي فيها المريض أدواره بنفس الطريقة التي تحدث في الواقع، وتمثيل عناصر الحياة اليومية في رموز، وهذا المبدأ أضاف ميزةً إلى العلاج النفسي الجمعي الذي تحوَّل من اللفظ إلى الفعل والسيكودراما، كان لجاكوب ليفي مورينو السبق في تناول موضوع السيكودراما عام ١٩١١، بعد تحقيق نتائج علاجية في الأطفال بعد إعطائهم فرصة التمثيل التلقائي ثم طوَّرها كأسلوب للعلاج وحل المشكلات الشخصية.
أسَّس مورينو مسرح التلقائية عام ١٩٢١م، وأدَّت إلى اكتشاف الفوائد العلاجية للتمثيل العفوي حادثة الممثلة “باربارة” وزوجها الكاتب المسرحي “جورج”، الذي اشتكى إلى مورينو من زوجته، فقام بعلاجها من خلال إسناد أدوار لها تمثِّل حياتها اليومية وأسرتها وطفولتها وخططها المستقبلية، وبعد عدة شهور عبَّر الزوجان عن عائد التمثيل عليهما، وأنهما اكتشفا أنفسهما واكتشف كل منهما الآخر.
أخذ مورينو أسلوبه من نظريات فن الدراما وعلم النفس، ولكنه استخدم المفاهيم بشكل مختلف حيث أصبح التنفيس عن الانفعالات يشمل الممثل والمشاهد، والاستبصار يكون بفهم الموقف ككل ولا يقتصر على فهم الذات، ويحدث من خلال مناقشة المشاهدين وتحليل المعالج ومن خلال رؤية المريض لمريض آخر كأنه مرآة يرى فيها نفسه، ويعدُّ مفهوم التلقائية أساسًا لمنهج مورينو العلاجي.
الفكرة من كتاب السيكودراما
تقتصر معرفة البعض عن الدراما على أنها مجرد وسيلة للترفيه والتسلية، ولكن تم تطويرها لتصبح أسلوبًا علاجيًّا، يعرض هذا الكتاب كيف بدأ المسرح من الرقص وكيف تم تطوير المسرحيات إلى أسلوب علاجي للحالات النفسية ومشكلات العلاقات بين الشخصية كأسلوب يجمع بين الدراما وعلم النفس، ويدمج الحركة في العلاج النفسي بدلًا من اعتماده على الكلام، وأصبح وسيلة مؤثرة وفعالة للتعبير عن مشاعر الفرد العميقة واحتياجاته وصراعاته.
مؤلف كتاب السيكودراما
جاكوب ليفي مورينو: ولد في رومانيا لأبوين من اليهود الشرقيين، وتزوَّج من خبيرة في السيكودراما تدعى “زيركا مورينو”، والتي استكملت عمله بعد وفاته، نشأ في النمسا ودرس الطب والرياضة والفلسفة، وكان أحد تلاميذ فرويد، شغل منصبًا في جامعة كاليفورنيا والمدرسة الجديدة للبحث الاجتماعي، أسَّس مملكة الطفل وأنشأ المسرح المرتجل، وأنشأ أول جمعية للعلاج بالسيكودراما، ويعدُّ أب المسرح التلقائي والعلاج الجماعي والسيكودراما، ومن رواد المسرحية الاجتماعية وقياس العلاقات الاجتماعية، له العديد من المؤلفات في السيكودراما والأساليب السوسيومترية.
من مؤلفاته: “المسرح العفوي”، و”من سيبقى؟”، و”مستقبل عالم البشر”.
معلومات عن المترجم:
محمد أحمد محمود خطاب: أستاذ مساعد بقسم علم النفس جامعة عين شمس، وعضو الهيئة العلمية بمركز الإرشاد النفسي بالجامعة، واستشاري التحليل والعلاج النفسي، وحاصل على ثلاث درجات دكتوراه، له العديد من المؤلفات والكتب التي قام بترجمتها، ومنها: “اختبار اليد الإسقاطي”، و”اضطرابات النطق والكلام واللغة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية”، و”التحليل النفسي بين الماركسية والرأسمالية”.