نادٍ عالمي
نادٍ عالمي
هل أنت خائف من شيء لم يحدث أبدًا؟ هل تجلس وتفكر فيما يمكن أن يحدث إن خسرت وظيفتك غدًا أو فقدت شخصًا عزيزًا؟ إن أجبت بنعم فلا بد أن لديك عضوية في ذلك النادي العالمي الذي يضم أغلب البشر تقريبًا، إنه نادي القلق! بعض أعضاء هذا النادي يتدرَّبون هنا بشكلٍ يومي، والبعض لا يأتي إلا في المناسبات، وهناك بعض الأذكياء الذين استطاعوا أن يُفلتوا منه.
يحكي الكاتب أنه عاش يملؤه القلق الخوف من موتِ والده ومن أن يصبح يتيمًا في سن صغيرة لأن والده أنجبه في التاسعة والأربعين من عمره، فيفكِّر في موت والده كثيرًا وكان قلقه يزداد حين يمر بمشكلاتٍ صحية ويتخيَّل أنه يمكن أن يُصارع المرض والألم لوقت طويل دون أن يقدر على مساعدته، وفي النهاية مات والده في الرابعة والثمانين والكاتب حينذاك في الخامسة والثلاثين، مرَّ قبل وفاته بأزمة صحية بسيطة لم تبدُ خطيرة، وتناول مع ابنه الإفطار صباح يوم وفاته، ومات على فراشه دون أن يعاني الألم، ولم يحدث شيءٌ من تلك الهواجس التي أحاط الكاتب نفسه بها، ولكن حدث أمرٌ آخر لم يتوقَّعه أبدًا ولم يقلق بشأنه من قبل، أصيبت أمه بسكتة دماغية مفاجئة غيَّرت حياته وجعلت تركيزه منصبًّا على علاجها بعد أن فقدت القدرة على المشي وعلى تحريك الجزء الأيسر من جسدها، فهل نفعه القلق بشيء؟ لا، بل حمَّله كثيرًا من التعاسة والعناء بلا جدوى، وأفسد عليه الكثير من الأوقات.
لا شك أن التوقُّف عن القلق أمر غير يسير، ولا يُمكننا فعل ذلك بضغطة زر، ولكن ما الذي يمكننا فعله لنكون من الأذكياء الذين هربوا من نادي القلق؟ علينا أن نعيش في حدود يومنا، كما يقول ديل كارنيجي، وألا نتحسَّر على الأمس لأن ذلك لن يغير ما كان، وألا نفكر كثيرًا في الغد إلى حد الهم والغم والقلق لأن الطريقة المُثلى للاستعداد للمستقبل هي أن نؤدي عمل اليوم بأحسن ما يمكن بنشاط وحماس.
الفكرة من كتاب نادي القلق
ما قصة ذلك النادي الذي يضمُّ أغلب البشر تقريبًا، وكيف يمكننا الهروب منه؟ كيف يحدِّد المرء أهدافه؟ هل هناك وصفة سحرية للسعادة؟ كيف هي علاقة الشهرة والتواضع؟ في رحلتنا مع هذا الكتاب نمر بمحطاتٍ متنوِّعة نجد فيها إجاباتٍ عن هذه الأسئلة ونستكشف المزيد.
مؤلف كتاب نادي القلق
الدكتور جلال الشايب: كاتب مصري ومدرس بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، ولد عام 1970 في القاهرة، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1993، وحصل على درجة الدكتوراه عام 2008.
من مؤلفاته: “تاريخ العمارة الداخلية الحديثة”، و”دفتر الغضب: يوميات شخص عادي شارك في الثورة”، و”مقالات ومقولات”، ورواية عنوانها “عناق على كوبري قصر النيل”.